Author

الخباز والاستغفار والإمام أحمد

|
يمضي قطار الحياة، وتشرد الأذهان، وينسى كثير منا أهمية الاستغفار فنحن الأحوج إليه، مستمدين ذلك من مدح الله - سبحانه وتعالى - تعالى للمستغفرين خاصة في السحر (والمستغفرين بالأسحار) ويقول أعز من قائل ''فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا'' (سورة نوح، الآيات: 10-12)، كما أن سيد البشر - صلى الله عليه وسلم - وهو قدوتنا كان يلزم الاستغفار، فكيف كانت حياته مع الاستغفار مع أنه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، لقد كان يستغفر الله في اليوم 100 مرة، يقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ''من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب''. ومن الأحاديث الشريفة ما يدل على فضل الاستغفار: وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ''قال الله - تبارك وتعالى -: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة''. سأنام موضع قدمي كان الإمام أحمد بن حنبل يريد أن يبيت ليلته في المسجد، ولكن منعه الحارس. حاول معه الإمام ولكن لا جدوى، فقال له الإمام: سأنام موضع قدمي، وبالفعل نام الإمام أحمد بن حنبل مكان موضع قدميه، فقام حارس المسجد بجرّه لإبعاده من مكان المسجد، وكان الإمام أحمد بن حنبل شيخاً وقوراً تبدو عليه ملامح الكبر، فلما رآه خباز يُجرّ بهذه الهيئة عرض عليه المبيت، وذهب الإمام أحمد بن حنبل مع الخباز، فأكرمه وأحسن إليه، وذهب الخباز لتحضير عجينه لعمل الخبز، ولما سمع الإمام أحمد، الخباز يداوم على الاستغفار، عجب له. فلما أصبحا سأله الإمام عن استغفاره في الليل، فأجابه الخباز: أنه دائم الاستغفار، فسأله الإمام أحمد: وهل وجدت لاستغفارك ثمرة؟ فقال الخباز: نعم، والله ما دعوت دعوة إلا أُجيبت، إلا دعوة واحدة. فقال الإمام أحمد: وما هي؟ فقال الخباز: رؤية الإمام أحمد بن حنبل، فقال الإمام أحمد: أنا أحمد بن حنبل، والله إني جُررت إليك جراً! وهذه قصة واقعية ذكرها الشيخ عائض القرني يقول امرأة تذكر قصتها مع الاستغفار تقول المرأة : مات زوجي وأنا في الـ 30 من عمري وعندي منه خمسة أطفال بنين وبنات، فأظلمت الدنيا في عيني وبكيت حتى خفت على بصري وندبت حظي .. ويئست.. وطوقني الهم فأبنائي صغار وليس لنا دخل يكفينا وكنت أصرف باقتصاد من بقايا مال قليل تركه لنا أبونا وبينما أنا في غرفتي فتحت المذياع على إذاعة القران الكريم وإذا بشيخ يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ''من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم مخرجا ومن كل ضيق فرجا'' فأكثرت بعدها الاستغفار وأمرت أبنائي بذلك وما مر بنا والله ستة أشهر حتى جاء تخطيط مشروع على أملاك لنا قديمة فعوضت فيها بملايين وصار ابني الأول على طلاب منطقته وحفظ القرآن كاملاً وصار محل عناية الناس ورعايتهم وامتلأ بيتنا خيراً وصرنا في عيشة هنيئة وأصلح الله لي كل أبنائي وبناتي وذهب عني الهم والحزن والغم وصرت أسعد امرأة .
إنشرها