Author

مرور 50 عاماً على إنشاء «أوبك»

|
احتفلت منظمة أوبك بمرور 50 عاما على إنشائها، حيث قامت السعودية بتنظيم احتفال متميز بصفتها دولة مؤسسة وأكبر دولة منتجة ومصدرة للنفط فيها. قامت وزارة البترول والثروة المعدنية بتنظيمه تحت إشراف الأمير عبد العزيز بن سلمان نائب وزير البترول والثروة المعدنية في المملكة ورئيس اللجنة المنظمة، وذلك بإقامة ندوة دولية شارك فيها خبراء مختصون ومسؤولون حكوميون من المملكة ومن جميع أنحاء العالم, توصل المشاركون فيها إلى أهمية ''أوبك'' وتطورها ودورها المهم في سوق, النفط ليس فقط لكونها منظمة لبعض الدول المصدرة بل لأنها منظمة دولية لعبت دورا مهما في اقتصاد تلك الدول, وعملت على استقرار السوق العالمية للنفط وحماية الاقتصاد العالمي. منظمة الدول المصدرة للنفط يتكون أعضاؤها من (الجزائر، إكوادور، أنجولا، إيران، العراق، الكويت، ليبيا، نيجيريا، قطر، السعودية، الإمارات، و فنزويلا). وتلعب دول ''أوبك'' دوراً مهما في سوق الطاقة العالمي، حيث تمتلك دول ''أوبك'' 76 في المائة من الاحتياطي النفطي العالمي و50 في المائة من احتياطي الغاز الطبيعي. وتتضمن ''أوبك'' 11 دولة من ضمن أكبر 20 دولة من حيث حجم الاحتياطيات. قدمت بعض الأوراق المشاركة منظورا جيدا وتحليلا متوازنا لما تقوم به ''أوبك'' كمنظمة, وأسعار النفط كمتغير مهم يؤثر في الاقتصاد العالمي. من التطورات التي تمت كما ذكر في عديد من الأوراق المطروحة، أن ''أوبك'' كمنظمة تفاعلت مع المتغيرات الدولية لحماية مصالح دولها, وتوفير الإمدادات النفطية للعالم, وتحقيق الاستقرار في السوق, والعوائد العادلة للمستثمرين في الصناعة، طوال الـخمسين عاما على الرغم من التغيرات في أسواق الطاقة وفي الاقتصاد العالمي وفي العلاقات الجيوسياسية والتغيرات الاقتصادية والاجتماعية في الدول الأعضاء التي حققت قفزات تنموية. ففي تحليل تاريخ سياسة ''أوبك'' أنها بدأت كمنظمة مرت بالمرحلة التأسيسية والتفاوض مع الشركات الأجنبية في الستينيات وبداية السبعينيات ثم امتلاك قرار تحديد أسعار النفط من قبل المنظمة في السبعينيات. مع بداية الثمانينيات وما صاحبها من ارتفاع في الإنتاج خارج ''أوبك'' والضعف في الطلب على النفط في تلك الفترة أدت إلى نهاية فترة تسعير النفط من قبل ''أوبك'' في عام 1986. تلاه التركيز على سقف إنتاج محدد وتحديد حصص الدول وارتباط الأسعار بالسوق النفطية في معادلة مرتبطة بمؤشرات السوق مثل برنت وWTI. في التسعينيات عملت ''أوبك'' على التعاون مع المنظمات الاقتصادية العالمية. ونشأ الحوار مع المستهلكين والمنتجين الآخرين في عام 1991 , ثم تتويج هذا الحوار بإنشاء منتدى الطاقة الدولي بقرار من خادم الحرمين الشريفين في عام 2000 وتأسيسه في عام 2003، والذي يعمل على بناء جسور تواصل بين المستهلكين والمنتجين ومقره الرياض. اشتملت فترة التسعينيات على دخول القطاع المالي ودخول المضاربين في البورصات النفطية التي بدأت في عام 1986 الارتفاع الضخم في حجم هذه المضاربات بدءا من 2004 وطالعا. كانت التوقعات بالعائد المرتفع من هذه المضاربات دافعا مهما للمستثمرين في الأسهم والسندات لدخول البورصات النفطية، كما أن العلاقة الموجبة بين العائد على المضاربات على السلع كالنفط والتضخم لعبت دورا مهما في دخول عدد من المستثمرين سوق المضاربة, وبالأخص مع الدولار الضعيف وسعر الفائدة المنخفض. ومن الصعب الفصل بين سعر المضاربة الناتج من توقعات المضاربين وسعر النفط الناتج من عوامل السوق من عرض وطلب. خلال السنوات القليلة الماضية ''أوبك'' لعبت دور المؤشر للسوق النفطية، إذا انخفض سعر النفط خفضت ''أوبك'' إنتاجها للتعبير عن عدم رضاها عن هذا المستوى من الأسعار كما حصل في الربع الأخير من 2008، كما التزمت ''أوبك'' برفع إنتاجها لتطمين السوق عند ارتفاع السعر، والتزام جميع الأعضاء بقراراتها للتعامل مع السوق. ومنذ منتصف 2009 تراوح السوق في نقاط سعرية بين 70 و80 دولارا للبرميل, على الرغم من التقلب في متغيرات الاقتصاد الكلي, والتي نتجت من الأزمة المالية العالمية خلال السنتين الماضيتين. إن صرامة التقلب في أسعار النفط في عام 2008 (من أعلى قيمة 148 إلى أقل قيمة 36) أدت إلى معرفة جميع المشاركين في السوق النفطية. إن انخفاض الأسعار إلى هذه المستويات سيقيد مجرى الاستثمارات في الصناعة النفطية. قامت السعودية بدور أساسي في استقرار تنبؤات السوق النفطية, وذلك بتحديد سعر يكون هو نقطة الارتكاز للمضاربات النفطية، وذلك بإعلان خادم الحرمين الشريفين في مؤتمر جدة في عام 2008 أن السعر العادل للنفط هو 75 دولارا للبرميل، تلقى السوق هذا السعر بتأييد من جميع المشاركين في السوق متضمنا الدول المستهلكة والشركات النفطية, مما أدى إلى استقرار السوق. لقد تطورت ''أوبك'' خلال السنوات الـخمسين وتفاعلت مع متغيرات السوق, وأصبحت منظمة طاقة عالمية تستند في قراراتها إلى عوامل اقتصادية وباستخدام أدوات علمية مبنية على معلومات علمية وبيانات دقيقة وبمشاركة خبراء من الدول الأعضاء. اهتمت ''أوبك'' بإصدار عديد من الدراسات وعقد الندوات العلمية ومراقبة التطورات في الصناعة النفطية. كما اهتمت ''أوبك'' بالتعاون مع الدول المستهلكة والمنتجة كالصين وروسيا والاتحاد الأوروبي. إن ''أوبك'' منظمة مهمة وضرورية لاستقرار السوق واستدامة توازنه, وتقوم بدور إيجابي لصالح الاقتصاد العالمي ونموه.
إنشرها