Author

تخلص من تلك العلاقة

|
هل شعرت من قبل كما لو أن أحدا يجعلك تفعل أشياء كنت تفضل ألا تفعلها، أو يمنعك عن فعل أشياء كنت تفضل الاستمرار في فعلها؟ هل حاولت التخلص من شباك هذه العلاقة لتجد أنك قد أصبحت أكثر وقوعا فيها مع كل محاولة؟ لا يبدو أن أحدا لم يتعرض في مرحلة من حياته للسيطرة والاستغلال من قبل شخص آخر، فهذه المحاولات لا تعرف حدودا تتعلق بالجنس أو السن، فالرجال والنساء من جميع الأعمار من الممكن أن يكونوا الطرف المستغل في العلاقة أو الطرف الذي يتعرض للاستغلال، ومما يدعو للمفارقة أن يحدث ذلك على وجه الخصوص في تلك العلاقات التي قد تحصل من ورائها على أكبر مكسب أو تخرج منها بأكبر خسارة ، وهذه العلاقات تكون مع أكثر الناس أهمية بالنسبة لك. بعض الأشخاص المستغلين يكونون على دراية ووعي تام بتصرفاتهم ويقومون بها بشكل متعمد، ويفتخرون بقدرتهم على إخضاع إرادة الآخرين لتتناسب مع أغراضهم، والبعض الآخر يكونون أقل تعمدا وإدراكا لدوافعهم، وهؤلاء من الجائز أنهم يتصرفون من منطلق ما يحسونه من مشاعر الخوف وعدم الأمان أو من منطلق أي دوافع عاطفية أخرى، ومع ذلك فسواء كانت عملية السيطرة على الضحية متعمدة أم لا فبمجرد أن تتم مكافأتهم بخضوع الضحية فهم يمارسون نفس الاستغلال ذي التأثير السلبي في الطرف الآخر. عندما تشترك في علاقة يهدف الطرف الآخر فيها لاستغلالك والسيطرة عليك فأنت بشكل غير متعمد تتآمر معه على نفسك، وفي كل مرة تذعن أو ترضخ للشخص المستغل تقوم بتوسيع تلك الدائرة السامة التي تضعف احترامك لذاتك وتستنزف سلامتك العاطفية، وطالما سمحت له بالسيطرة عليك فسوف يستمر فيما يقوم به، ولكن إذا ما قمت بتعطيل فعالية أساليبه عن طريق تغيير سلوكك واستجابتك فسوف يجد نفسه مجبرا على التوقف أو البحث عن هدف أسهل. إذا كنت تشعر بالذنب عندما تواجه أحدا بالرفض فإن طريقة تفكيرك تكون مصابة بواحدة من المفروضات غير المعقولة التي تجعلك مسؤولا عن الخضوع بالموافقة لكل شخص يطلب منك شيئا، وتصحيح هذه الطريقة يهدف إلى حماية سلامتك العاطفية و الجسدية بأن تقول “لا” لبعض الأشخاص خصوصا المستغلين، ولن ينتقص ذلك من قيمتك في نظر الآخرين بل الحقيقة هي أن حسمك الجديد من المرجح أن يزيد في قيمتك. إن تكوين إحساس واضح بهويتك وحدودك يعد رادعا للمستغلين، وما لم تبدأ في التفكير في نفسك كهدف صعب فلن يتم وضع حد لقابليتك للوقوع في علاقات السيطرة القهرية.
إنشرها