Author

الإمدادات النفطية من المنتجين من خارج منظمة أوبك تفوق التوقعات

|
الإمدادات النفطية من المنتجين من خارج دول منظمة الأقطار المصدرة للنفط Non-OPEC استمرت في تحدي التوقعات من وصول الإنتاج النفطي فيها إلى ذروته في وقت مبكر. حيث إن إنتاج النفط في هذه الدول هذا العام آخذ في الارتفاع مرة أخرى بشكل أسرع مما كان متوقعا، من المتوقع أيضا أن يحقق المزيد من النمو في العام المقبل. المصدر الرئيس لنمو الإمدادات في هذه الدول سيكون من النفط الخام والمكثفات النفطية، على الرغم من أن جميع التوقعات كانت تشير إلى عكس ذلك، إضافة إلى ذلك الإمدادات من سوائل الغاز الطبيعي NGLs، الوقود الحيوي وفوائض عمليات التكرير Processing gains ستلعب أيضا دورا مهما في هذا الجانب. إنتاج النفط في النصف الأول من هذا العام ارتفع أكثر من 0.8 مليون برميل يوميا، من المتوقع أن يستمر النمو في الإنتاج لبقية عام 2010، حيث إن عديدا من المشاريع الكبيرة من المتوقع أن تبدأ بالإنتاج في النصف الثاني من هذا العام مع استمرار تزايد الإنتاج من المشاريع التي بدأ الإنتاج منها في وقت سابق، لكن وتيرة النمو من المتوقع أن تكون أقل من النصف الأول. أما في العام القادم فإن وتيرة النمو في الإمدادات النفطية من المنتجين من خارج دول منظمة أوبك من المتوقع أن تتباطأ، وذلك لأن عدد المشاريع الجديدة المخطط لها أن تبدأ بالإنتاج في عام 2011 أقل نسبيا من العام الحالي، مع ذلك لا يزال من المتوقع أن يرتفع إنتاج النفط في العام القادم بنحو 0.4 مليون برميل يوميا على أقل تقدير. أهم مناطق النمو في الإمدادات النفطية في الدول غير الأعضاء في ''أوبك'' هي: روسيا، بحر قزوين من كل من كازاخستان وأذربيجان، وكل من أمريكا الشمالية من الرمال النفطية في كندا، وأمريكا الجنوبية من المياه العميقة في البرازيل، ومن كولومبيا. هذا النمو في الإنتاج سيعوض انخفاض الإنتاج من بحر الشمال والمكسيك. على المدى القصير النمو في الإمدادات النفطية من المنتجين من خارج دول منظمة أوبك لا يزال يتركز في عدد قليل من البلدان التي تتوافر فيها احتياطيات كبيرة غير مستغلة وهي البرازيل، كندا، روسيا. أما في المناطق الأخرى فإن مشاريع التطوير الجديدة عادة ما تكون أصغر، مما يجعل من الصعب التغلب على معدل تراجع الإنتاج في الحقول القائمة. حقول النفط في المياه العميقة لا تزال تشكل المصدر الرئيس لنمو الإمدادات النفطية، حيث إن البرازيل وحدها لديها أكثر من خمسة مشاريع عملاقة على الأقل يجري العمل على تطويرها حاليا، طاقات الذروة الإنتاجية لهذه المشاريع مجتمعة تقدر بنحو 500 ألف برميل في اليوم أو أكثر، هذه المشاريع من المتوقع أن تبدأ في الإنتاج خلال العامين الحالي والقادم. في غانا حقل Jubilee في المياه العميقة من المتوقع أن يبدأ بالإنتاج في الشهر الأخير من هذا العام، طاقة الذروة لهذا الحقل تقدر بنحو 120 ألف برميل يوميا. لكن الإنتاج قد يتراجع من المياه العميقة في خليج المكسيك في الولايات المتحدة، على الرغم من أن هناك على الأقل حقلا واحدا من المؤكد أن يبدأ في الإنتاج في وقت لاحق من هذا العام بطاقة تقدر بنحو 80 ألف برميل يوميا تابعا لشركة بتروبراس البرازيلية وهو حقل شينوك. في عام 2009 والنصف الأول من عام 2010 كان هناك عدد من حقول المياه العميقة الجديدة بدأت بالإنتاج في خليج المكسيك، الطاقة الإجمالية لهذه الحقول تقدر بنحو مليون برميل يوميا، كان لهذه الحقول دور في تعزيز طاقة الولايات المتحدة الإنتاجية خلال تلك الفترة. لكن بعد حادثة بئر Macondo التابع لشركة BP يجري الآن حفر عدد قليل جدا من الآبار في المنطقة، إن حادث البئر Macondo ستكون له آثار سلبية على مستقبل عمليات الحفر والتنقيب في المياه العميقة في الولايات المتحدة وفي أماكن أخرى من العالم. في الوقت نفسه ليس من المحتمل أن يؤدي هذا الحادث إلى توقف العمليات أو ابتعاد الصناعة النفطية عن حقول المياه العميقة بالكامل، لكن سيترك هذا الحادث بالتأكيد آثارا كبيرة، حيث من المتوقع أن يقوض الإنتاج الحالي للولايات المتحدة ويسهم في تأجيل المشاريع. على سبيل المثال، هناك تحليلات تشير إلى أن استمرار توقف عمليات الحفر في المياه العميقة لخليج المكسيك، سيحرم الولايات المتحدة من 100 ألف برميل في اليوم من الإمدادات الجديدة، وفي حالة استمرار التوقف لسنة كاملة وانخفاض نشاط الحفر والتنقيب لبضع سنوات لاحقة، من المتوقع أن يكلف الولايات المتحدة نحو 300 ألف برميل في اليوم من الإمدادات. هذا وقد بدأت فعلا شركات النفط والغاز إغلاق 33 حفارة تنقيب في المياه العميقة في الشهر الماضي بعد قرار الرئيس الأمريكي فرض وقف على عمليات تطوير آبار المياه العميقة الجديدة في خليج المكسيك لمدة ستة أشهر. إنتاج النفط من الرمال النفطية الكندية من المتوقع أيضا أن يشهد طفرة في النمو، نتيجة ارتفاع الإنتاج من المشاريع الجديدة، حيث شجع ارتفاع أسعار النفط على الاستثمار في هذه المصادر غير التقليدية للنفط. في عام 2009 قامت الشركات العاملة في مجال الرمال النفطية بإضافة أكثر من 150 ألف برميل يوميا من طاقات منشأة التحسين up-grader، نتيجة لذلك ارتفعت الطاقات الكلية المتاحة لإنتاج النفط الاصطناعي synthetic crude إلى أكثر من 1.0 مليون برميل يوميا. من المتوقع أيضا إضافة أكثر من 100 ألف برميل يوميا من طاقات وحدات التحسين في العام القادم. لكن وحدات إنتاج النفط الاصطناعي نادرا ما تعمل بكامل طاقاتها. حيث إن وحدات التحسين تتطلب توقفات لأعمال الصيانة والتصليح، على سبيل المثال، معدل إنتاج النفط الاصطناعي في هذا العام حتى الآن كان نحو 0.75 مليون برميل يوميا فقط، وهو أقل من العام الماضي بنحو 30 ألف برميل يوميا، نتيجة لبعض الأضرار التي أصابت إحدى وحدات التحسين. لكن الإنتاج حاليا قد تجاوز 0.85 مليون برميل يوميا، من المتوقع أن يصل إلى نحو 0.95 مليون برميل يوميا بحلول نهاية العام إذا ما تم تشغيل جميع الوحدات. إن إنتاج النفط الروسي الذي استعاد بعض عافيته في عام 2009 هو الآخر مرشح للنمو في عامي 2010 و2011. حيث إن الإنتاج الروسي تعدى حاجز عشرة ملايين برميل يوميا في أيلول (سبتمبر) 2009. كما أن الاحتياطيات الروسية من النفط الخام توفر إمكانية كبيرة للنمو في المستقبل. لكن حقول النفط العملاقة في شرق سيبيريا والمنطقة القطبية الشمالية لا تزال غير مستغلة بعد بصورة كاملة، حيث إن شروط التراخيص الصارمة، الضرائب المرتفعة والاختناقات في خطوط الأنابيب تمنع عمليات التطوير في هذه المناطق. إن بدء الإنتاج من نحو سبعة مشاريع كبيرة بطاقة إجمالية عند الذروة تقدر بنحو 1.0 مليون برميل يوميا عزز الإنتاج الروسي في عام 2009. لكن الشركات ترغب في استمرار الإعفاءات من رسوم التصدير قبل الالتزام بالمزيد من المشروعات. في هذا الجانب، أعلنت شركة روسنفت Rosneft الروسية احتمالية تأخير أكثر من 0.5 مليون برميل يوميا من المرحلة الثانية من حقل Vankor عن موعده المقرر في بداية العام المقبل، وأعلنت أيضا تأجيل اتخاذ القرار النهائي بشأن الاستثمار في 100 ألف برميل يوميا في حقل Yurubcheno-Tokomskoye إذا الحكومة لم تضمن الإعفاءات من الرسوم. * تنويه: المقال يعبر عن رأي الكاتب الشخصي وليس بالضرورة يمثل رأي الجهة التي يعمل فيها.
إنشرها