Author

يعقوب ليس يهودياً..

|
''أسئلة الشهر'' *** * حافزُ الجمعة: الأخطاءُ متى تعلـّمنا منها فإنها لم تـَعُد أخطاء .. وإن لم نتعلم منها تتحول إلى كوارث! *** * ولقد تكاثرت الأسئلة، وانزعج بعض قرائي وقارئاتي بأني لم أجب عن أسئلتهم، ربما باعتقادهم أنها يومية أو أسبوعية، ولكنها شهرية ولا ندعي انتظامها، أما من سألني عن الاختيار بما أن الذي سيظهر هو أقل القليل، فأعتمدُ الأقدمية، ثم تفضل الأقدمية مع جودة السؤال .. ونعم قد تطول فترة أسئلة لا تظهر لتراكمها مع كل مرة، وربما - إن شاء الله - وفقنا إلى حلٍّ بجعلها أسبوعية .. والاقتراحُ مفتوح. *** * من منى باسالم: ''لقد شغلتني بالأدب الألماني، وفي أكثر من مقال جعلتني أتعلق بـ ''جوته'' الألماني، ثم أني وجدت أنه قال: ''الكلاسيكية صحة والرومانسية مرض'' ماذا يعني؟ أرجو الإسراع بالإجابة لأني سأقدمها لمشرفتي قريبا. - هه، أرجو ألا يكون هذا غِشاً، وكلامي هنا لا يصلح أن يكون مرجعا، خصوصا أن معظمه من الذاكرة التي ليست مرجعا يوثق به، خصوصا ذاكرتي. أظن هنا فيه مبالغة من شاعرنا وأديبنا جوته، ولكنها تصف حالة التحول الحاد التي عاشها الفكر في أوروبا في نهايات القرن الثامن عشر، فالمدرسة الكلاسيكية لم تكن إلا نشأة افتعالية من المجتمع الإنساني أكثر من تصنيف وإعداد مدرسي فكري، وهي نتيجة قوية ربما من عصر قُدِّس فيه العقل بعد فترة غيبوبة دينية، وخذي ديكارت يا منى، والفلسفة الديكارتية، ومعاصره، لقد انبهروا بآثار اليونان والرومان .. ولو درسنا دورة التاريخ لعرفنا أن بزوغ المدارس الكلامية في تاريخ المذاهب الإسلامية كان وليدا لذات السبب إن أضفنا إليه فلسفة والهند وفارس. وأنها تحرص على العقل والانضباط والصرامة الاستدلالية فتعصب لها جوته الذي من الممكن أن يُصنف أنه في أعلى قائمة المدرستين وكأنه مُفكـِّرَيْن في عقلٍ واحد. *** * من بشرى الدلالي - الجديدة، المغرب: ما الفرق بين الصوناتا والسيمفوني؟ ونطلق عليها يا بشرى في المشرق السوناتا كما وردت في مسماها اللاتيني. عهد عن أهلنا المغاربة تفخيم حرف إس الأجنبي بالصاد العربية، وحرف تي ليكون طاء مثل طوني وطاكسي. والسوناتا هي التكوين الدرامي للسيمفونية، وقد تكون قائمة بذاتها، واستخدمها شكسبير بغنائياته المسرحية لكونها مستقلة من ثلاث أو أربع حركات في مقام واحد، ولو تتبعت على النوتة أغنيات عبد الوهاب القديمة لوجدت الكثير منها، لذا أتـُّهـِم عبد الوهاب بالنقل من السيمفونيات الغربية، والحقيقة أنه أخذ ما يسميها مدونو النوتات العربية الآن بالفتحات والقفلات ثم يبني الجملة الموسيقية، كما يفعل من يعارض شاعرا آخر فيستخدم البحر الشعري والقافية ذاتها ولكن بمعان مختلفة. والسوناتا أحياناً تكتب للآلة المنفردة كالبيانو، وآلة النفخ، أو الوتريات أو دمجهم في قفلة ونهاية واحدة .. إذن يا بشرى السوناتات طوبات متفاوتة الحجم في بناءٍ اسمه السيمفونية. *** * أنا مدرس لغة عربية وجادلني طالب في الثانوي فهو يصر على وضع الألف في كلمة ابن وابنة والمعروف أن الألف تحذف لأنها وقعت بين علمين، على أن الطالب أصر أن نحتكم إليك؟ - أنت معلم في غاية الروعة، وأشكر لك هذه الروح. أنا لستُ متخصص لغة، وربما أحلنا الجوابَ لقارئتنا المتخصصة ''فاتن السالم: ولها أن تحكم بيننا. برأيي أن كلام الطالب صحيح ومن ناحية تركيبية لغوية منطقية، فالألف للابن والابنة بين علمين لا تحذف بتاتا لأنهما عوض من حرف أصلي محذوف من كلتا الكلمتين .. فلا يصح حذف العوض والمعوض منه معا، وهذه قاعدة. *** * ومن المقداد (ابن) علي: لماذا تسمى إسرائيل بهذا الاسم؟ سيبدو أني أغير معلوماتٍ اليوم رآها الناس بداهة، وهنا أدعي الاهتمام - إن لم يكن التخصص - من خلال علم الأنثروبولوجي أستطيع أن أثبت أن اليهود ليسوا هم بنو إسرائيل، وجاء هذا بتأويل خاطئ وسوء تفسير لنصوص التوراة ورواياتها، وأن ادعاءهم أنهم من نسل يعقوب وأبنائه باطل. بل إن بني إسرائيل هم من قبائل العرب القدماء وإن يعقوب وذريته كانوا على دين سيدنا إبراهيم وهو التوحيد وينتمون عرقيا إلى القبائل العرقية القديمة .. إذن لم يكن لليهود وجود في تلك الحقبة من الزمان. اسم إسرائيل من الأسماء العربية القديمة المركبة من شقين والتي تنتهي دائما باسم ''إيل'' أي الله، وهو على وزن إسماعيل وجبريل وميكائيل وخليل والتي لا يمكن أن تعتبر أسماء يهودية، وباقي أسمائهم هي كنعانية، والكنعانيون هم من سكنوا فلسطين القديمة وأطلقوا الأسماءَ على المدن والنواحي مثل تل أبيب وأورشليم هي أسماء كنعانية، ومن هنا تعرف لماذا أصر اليهود على التغيير والتحريف حتى يثبتوا أن أقدم أسماء فلسطين هي يهودية .. بينما هي كنعانية عربية. *** * والمهم: قد يخطئ الناس وهذا متوقع، ولكن أن يُصـْنـَع الخطأُ لهم فيصدقوه ويناموا عليه، فهنا استلابُ العقل الذي يسبب استلابُ الأرض! في أمان الله..
إنشرها