Author

نساء متفوقات مع كبر سنهن

|
يمثل حفظ القرآن الكريم أهمية كبيرة لكل من أراد التقرب إلى الله والفوز بالأجر العظيم لحفظ كتاب الله الكريم، بيد أن الذي يثلج الصدر ويفرحه تسابق نساء كبيرات السن على حفظ القرآن الكريم مع نيل أجره العظيم في الدنيا قبل الآخرة، حيث تطالعنا الأخبار بين الحين والآخر بمثل هذه البوادر الطيبة في حفظ كتاب الله الكريم، فيما نجد في الجانب الآخر ربما عزوفا كبيرا من الرجال كبار السن عن التنافس في حفظ القرآن العظيم، ما يجعلنا نتساءل: لماذا نجد قصص حفظ القرآن الكريم تتكاثر بين الأمهات كبيرات السن عكس الرجال, حيث إن هؤلاء الأمهات يتسابقن على حفظ كتاب الله بينما لا نجد إلا قلة قليلة فقط من الرجال الكبار يحرصون على ذلك؟ ما دفعني إلى ذلك اطلاعي على إحصائية تبين تنامي حفظ القرآن لدى كبيرات السن مقارنة بالكبار وكانت النسبة 25 في المائة مقابل 5 في المائة في إحدى الدراسات, ويضاف إلى ذلك ما نقرأ عن ختم بعض كبيرات السن القرآن وأعمارهن فوق الثمانين, وسرني اطلاعي على بعض اللقاءات لبعض الأمهات كبيرات السن اللاتي أتممن حفظ القرآن الكريم، منهن مسنة عمرها تجاوز الـ 80 عاما أتمت حفظ القرآن كاملا، وهذا أمر يثلج الصدر ويجعل الهمة تستيقظ في مقابل همة تلك الأم المسنة التي وفقت في حفظ كتاب الله الكريم في الوقت الذي أصبح فيه حفظ القرآن الكريم لا ينال حقه لدى الكثير من صغار السن الذين من الممكن أن يحفظوا أسماء لاعبي العالم لكنهم يتكاسلون عندما يطلب منهم حفظ شيء من القرآن, فيقولون لا نستطيع. وهذا - مع الأسف الشديد - ثقافة كثير من أبنائنا ونحن لا نطالب بألا تكون لديهم ثقافة رياضية لكن أن تتغلب حتى على الثقافة الإسلامية, فضلا عن القرآن, فهذا هو المزعج في الأمر، وهذا يجعلنا نطالب الأسر بأن تحاول زيادة ثقافة الأبناء منذ صغرهم في أمور دينهم, ما تكون له انعكاسات طيبة عليهم خلال نشأتهم، فتكون ثقافتهم شاملة بما فيها الثقافة الدينية التي نتألم عندما يسئل أحد أبنائنا فيها, خاصة في أمور لا بد أن يعرفها فيفشل في الإجابة عنها، فتكون نشأته خطرة عليه إذا كان لا يفقه شيئا من أمور دينه بالذات، لكن عندما تولي الأسرة ذلك اهتماما سنجد أن الثمار ستكون يانعة مستقبلا, ما يجعلها تفخر بابنها الذي يملك ثقافة عامة متكاملة أساسها التربية الإسلامية الصحيحة، لا أن تكن ثقافة هشة تتعلق بجانب فقط ليس هو الهم الأساس في حياتنا، أما إهمالهم فإن ذلك سيشوه شخصيته منذ انطلاقتها المبكرة، لذا فإن الأمل يحدونا بأن يحذو الصغار طريق الكبار, خاصة الأمهات في حفظ كتاب الله الكريم، فنعم الأم الحافظة, ويزداد الفخر عندما يكون حفظها وهي في خريف العمر. نسأل الله أن يجعل التنافس كبيرا في حفظ القرآن من الكبار والصغار, وأولكم كاتب هذا المقال, فما أحوجنا إلى هذا الأمر في الوقت الذي نرى فيه هؤلاء الأمهات يقبضن على حفظهن كالقابض على الجمر، أسأل الله أن يثبتهن ويوفقهن لما فيه الخير.
إنشرها