Author

هواجس تقلقني حيال مشاركَة المرأة!

|
تؤرقني هواجس كثيرة حيال مشاركة المرأة اليوم، يتقاسمها الحب لهن، والخوف عليهن، والرجاء فيهن، يحلو لنفسي بين الفينة والأخرى أن أنتبذ ركناً آمنا وأتأمل في غياب المرأة في بلادي القريب منها والبعيد. ما أود أن أتحدث عنه هنا يتعلق بمفهوم «غياب مشاركة المرأة» .. التي لا نحتفي بها داخليا .. قدر احتفائنا بها خارجيا .. لا نقيم وزناً للمرأة التي تمتلك عقلا يفكر وذاتاً تنتج. وأضرب بعض الأمثلة فقط:- أولها، الخطوط السعودية كلما تنقلت محليا أو دوليا تواجهني عبارة «درجة رجال الأعمال» وناقشت وكتبت لتغير اللوحات ورفعها إلى المسؤولين وأصحاب القرار اقترحت عليهم أن تسمى «درجة الأعمال» فتضم الجنسين، لكن الأمل معهم موجود، وأقول: إنا لتحقيق ذلك الوعد لمنتظرون! المثال الثاني: صحفنا المحلية منها الصحيفة الخضراء الدولية التي نتشوق للقائها للبحث فيها عن أخبار الوطن، وتضم تحت جناحها مجلات نسائية وشبابية واللغوية، اعلم رحمك الله أن مجلس أمنائها يخلو من النساء، بالرغم من أن تلك الصحيفة وأخواتها تستهدف النساء في مطبوعاتها. هناك مشكلات ازدواجية كبيرة بين السلوك والفكر، إنها الازدواجية في مجتمعنا، طيران بلا نساء، ومجالس إدارة بلا نساء، لعل باحثي الاجتماع والتربية يدرسون علة السلوك الذكوري، وكيفية إخراج النشء القادم منها لأن أهداف بلادي تطمح في سعيها الحثيث نحو غد واعد بالخير والنماء للوطن نساء ورجالاً. فقوافل من الشابات المسافرات إلى عدد من أمصار العالم للدراسة هي جزء من مجتمعنا وحزام أمن ومصدر طاقة لتحقيق طموحاتنا العلمية والتنموية، وهن قادمات ومغادرات على الخطوط السعودية وعلى درجة رجال الأعمال. أخيرا أقول .. لا يمكن أن تتحقق مسألة النهضة والتقدم من دون مشاركة النساء في التنمية.
إنشرها