Author

المساكن الذكية

|
تُطالعنا الصحف والمجلات بين الحين والآخر بمصطلح المساكن الذكية، فما هي المساكن الذكية؟.. إنها المساكن التي تحتوي على نظام حاسوبي (كمبيوتر) للتحكم في كل تجهيزات المسكن أو بعضها بطريقة تلقائية مبرمجة مسبقاً، أو بوسائط الاتصال عن بُعْد (مثل: الاتصال الهاتفي أو عن طريق شبكة الإنترنت). ويهدف استخدامها إلى توفير الراحة البيئية لكل أفراد الأسرة حتى مع تغير الأوضاع بين الليل والنهار، واختلاف الأجواء بين الفصول، وضبط أنظمة الترفيه والاتصالات. كما أنها تهدف إلى ضمان تحقيق الحماية والأمن والسلامة للمسكن وساكنيه، إضافة إلى دورها في خفض تكاليف التشغيل الدائم من خلال ترشيد استهلاك الكهرباء والمياه. ويتكون النظام من وحدة معالجة مركزية مرتبطة بمنظمات عمل التجهيزات، والتي تعمل على إدارتها والتحكم فيها. وقد ظهرت تطبيقات تقنية المساكن الذكية في البداية للأغراض الترفيهية، مثل: التحكم في أجهزة العرض والصوت، أو فيما يعرف بأنظمة الترفيه أو المسرح المنزلي (المشتمل على: التلفزيون، وأجهزة تشغيل الأفلام والصوتيات، والألعاب الإلكترونية، وغيرها من الأجهزة الترفيهية)، ثم اتسعت تطبيقاتها بشكل متكامل ليتم ربط جميع تجهيزات المسكن ببعضها عن طريق وحدة المعالجة المركزية، والتحكم في إدارتها مع إمكانية الاستمرار في إضافة تجهيزات جديدة طبقاً لاحتياجات الأسرة. ويمكن أن تبرمج وحدة المعالجة المركزية في المسكن الذكي عن طريق الحاسب الشخصي للأسرة؛ ليتولى تنظيم المهام المطلوبة آلياً، حيث تتكامل أنظمة المسكن المختلفة من خلال اتصالها ببعضها، وهو ما يمكن من التحكم فيها بشكل تلقائي حسب الوضعية المناسبة، وفي الوقت المحدد، وبما يوافق رغبات الأسرة عن طريق البرمجة المسبقة لها. وتعمل أنظمة المساكن الذكية على سهولة إدارة المسكن وتجهيزاته، فهو يسهل عملية الاتصال الداخلية والخارجية. كما يعمل على إدارة شبكة الإضاءة والتدفئة المنزلية والتحكم فيها بنظام مسبق التوقيت، حيث يمكن - على سبيل المثال - ضبط درجة حرارة الحمام، وضبط درجة حرارة المياه في الصباح بما يتوافق مع رغبة كل مستخدم، كما يمكن تشغيل التليفزيون على القناة المحببة، وتشغيل جهاز إعداد الشاي والقهوة، وغيرها في الوقت المطلوب. إضافة إلى توفير الأمن والحماية والسلامة؛ من خلال التحكم في إغلاق الأبواب والنوافذ آلياً، والتنبيه إلى عمليات فتحها عنوة لاقتحام المسكن، وإطلاق أجراس الإنذار، والاتصال آلياً بالشرطة، وإرسال صور فورية إليهم. والكشف المبكر عن الدخان أو الحريق وإطلاق صافرات الإنذار وإبلاغ مراكز الدفاع المدني. مع توفير المراقبة المستمرة للمسكن أو للأطفال خلال خروج الوالدين بواسطة كاميرات موزعة داخل المسكن وخارجه وربطها بشاشة الحاسب الآلي أو التليفزيون للمراقبة من داخل المسكن أو من خارجه عن طريق الإنترنت. ويمكن أيضاً ربط الأجهزة المنزلية (مثل: الثلاجات أوالغسالات أو غيرها) رقمياً بموقع الشركة المصنعة أو وكيلها لجدولة أعمال الصيانة الدورية قبل حصول الخلل، أو لاستشعار الخلل والعمل على معالجته. إضافة إلى إمكانية شراء ثلاجات ترصد باستمرار تاريخ صلاحية المنتجات المخزنة فيها، وعددها، وتحديد ما قد ينفد منها، والاتصال بموقع الشركات التجارية، ليتم طلبها وتوصيلها من غير تدخل الأسرة. أما أفضل إيجابيات أنظمة المساكن الذكية فيتمثل في تحقيق الكفاءة القصوى لاستخدام الطاقة الكهربائية والمياه، وذلك عن طريق التحكم في الإضاءة والتدفئة، حيث يتم التحكم في أداء وحدات الإضاءة، وأجهزة التكييف، والتحكم في فتح ستائر النوافذ الكهربائية وإغلاقها، بعد أن يتم تحليل متغيرات البيئة ومتطلبات الأسرة. وكذلك ترشيد استهلاك المياه من خلال أنظمة التحكم، وإعادة الاستخدام، وري الحدائق، وهو ما يسهم في خفض تكاليف استهلاك الكهرباء والمياه. وعلى الرغم من تعدد إيجابيات أنظمة المساكن الذكية إلا أن هناك إحجاماً عن استخدامها، والذي قد يعود إلى عدة أسباب، منها: قلة الشركات المحلية المتخصصة، وتخوف بعض الأسر من استخدام أجهزة الحاسب والتعامل معها، ولكن من المتوقع مع استمرار تطور تطبيقات أنظمة المساكن الذكية، والتوسع في التعريف بها أنه سيدفع بالكثير من الأسر إلى الإقبال عليها؛ خصوصاً أن الوفر الناتج عن استخدام أنظمة المساكن الذكية - إذا أحسن استخدامها - في التشغيل والصيانة يفوق تكلفتها المبدئية.
إنشرها