Author

المملكة وقمة العشرين .. مكانة مستحقة

|
لا يمكن لأحد أن يجادل في استحقاق المملكة لتكون واحدة من الدول العشرين الأكثر تأثيراً في اقتصاد العالم، كما لا يمكن لأحد أن يقلل من مكانة المملكة ليس على المستوى الاقتصادي فحسب، بل وعلى المستوى السياسي، وتأثيرها الإيجابي في القضايا العربية والإسلامية، إضافة إلى مكانتها المتميزة في العالم. من هذا المنطلق نجد أن عضوية المملكة في مجموعة العشرين أمر غير مستغرب، واستحقاق لم تبنه دعاية إعلام، أو خوض في قضايا الآخرين سلباً، أو تهديد باستخدام قوة، أو سعي لبناء سلاح مدمر. المملكة ومنذ نشأتها تتعاطى مع مختلف القضايا بأسلوب عقلاني بعيد عن الصراخ وادعاء البطولات، وهي حين تتدخل في أية قضية، تكون عامل إصلاح وتحقيق وفاق، لا عامل هدم وفرقة، كما أن المملكة لا تبحث عن مواطن لبسط النفوذ، وليس لديها ميول عدوانية، أو رغبات توسعية، أو أحلام بإعادة إمبراطورية اندثرت، بل تمارس دوراً واضحاً يقوم على العطاء، دون انتظار الثمن، والشاهد على ذلك مواقف كثيرة، ومساعدات كبيرة قدمتها المملكة لعديد من الدول ولم تنتظر من تلك الدول الثمن، بل وتحملت ما تعرضت له من هجوم سياسي وإعلامي من بعض الأطراف نتيجة مواقفها العقلانية. وحينما نرى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ضمن زعماء الدول المؤثرة في العالم في قمة العشرين التي عقدت في تورنتو في كندا، نعرف أن هذا الحضور السعودي المشرف لم يأت من فراغ، وليس النفط وحده السبب في هذا الحضور، فالمملكة رغم أنها الأكثر في احتياطات النفط وثاني أكبر منتج له، إلا أنها لم تتوقف عند هذا الدور الذي توقفت عنده كثير من الدول المنتجة للنفط، بل ساهمت بدور كبير في تنمية أجزاء كثيرة من العالم عبر ما تقدمه من مساعدات تعد الأعلى على مستوى دول العالم قياساً بالناتج القومي الإجمالي، وهي مساعدات غير مشروطة، واستفادت منها أكثر من 70 دولة في مختلف قارات العالم، إضافة إلى أن المملكة في مقدمة الدول المانحة لبرنامج الأمم المتحدة للمساعدات الطارئة، الذي يقدم مساعدات للدول التي تتعرض للنكبات من زلازل وفيضانات وموجات جفاف. كما أن ما حققته سياسة المملكة الاقتصادية من نجاحات رغم الأزمات الاقتصادية التي مرت بها عديد من دول العالم، جعل منها أنموذجاً للاقتصاد الناشئ القادر على مواجهة مختلف الظروف والمساهمة في استقرار الاقتصاد العالمي. إن المملكة في كل خطواتها لا تبحث عن تهليل إعلامي، بل ترى أن ما ينفع الشعوب ويعزز أمن الدول ويحفظ كرامة البشر مقدم على دعاية تبلغ الآفاق. ولهذه الأسباب استطاعت المملكة أن تصبح عضواً فاعلاً ومؤثراً في المجموعة الدولية.
إنشرها