Author

الزول المحترم سيد

|
بين نعي ونأي، ترتحل الأرواح من دنيا الفناء تاركة أثرا سرعان ما يغيب. سيد أحمد خليفة من الأسماء التي غابت أخيرا.هذا الاسم ارتبط لفترة طويلة بمحطات صحافية محلية، إذ عمل في صحيفة المدينة، وبعدها في صحيفة الشرق الأوسط. معرفتي بالرجل تمتد لسنوات طويلة، وبعد عودته إلى السودان، رأس تحرير صحيفة الوطن هناك، وظل رئيسا لتحريرها حتى وفاته منذ بضعة أيام في القاهرة. صحافيون كثر مروا من هنا، بعضهم لا يزال واقفا، والبعض الآخر غادر وفي قلبه ضغينة لا مبرر لها. لكن الغالبية الأعم ممن مروا بشارع الصحافة المحلي أصبحوا أصوات محبة وسلام في بلدانهم. أذكر من هؤلاء أسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام الذي عمل لفترة في المملكة، وبالتأكيد هناك زميلنا سيد أحمد خليفة رئيس تحرير صحيفة الوطن السودانية، وصديقنا أيضا علي عثمان المبارك من السودان، وآخرون. هذه الصور البيضاء، تقابلها صور أخرى سلبية، على غرار ما يفعله أحدهم من خلال صحيفته، وكذلك من خلال القنوات التي تفتح له فضاءاتها للتعليق وهو يتعمد إقحام المملكة في كل أمر حتى لو كان يتحدث عن موزمبيق. بين هذا وأولئك، تبدو الصورة الأصلية لإنسان شرب من بئر ولم يبصق في البئرذاتها لأن هذا من شيم اللئام فقط. رحم الله الزميل سيد أحمد خليفة، كان كبيرا ومتساميا حتى عندما أصبح السمو سلعة رديئة. أتمنى أن تكون هناك مبادرات من مؤسساتنا الإعلامية لتكريم هؤلاء الإعلاميين الأحياء منهم والأموات، بالضبط كما فعلت المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق إثر غياب الكاتب السوداني الطيب صالح، الذي كتب لسنوات طوال في عدد من مطبوعات المجموعة ومن بينها مجلة المجلة.
إنشرها