Author

نصائح لحماية أبنائك من المخدرات!!

|
من واقع التخصص ومن قربي من بعض الحوادث الخاصة بالمخدرات، فقد وصلت إلى قناعة في أن كثيرا من الشباب، بل حتى بعض الكبار قد يبتلون بذلك الوباء القاتل... كم تعالت الأصوات وأصبح المجتمع بجميع طبقاته مضطرباً... لمجرد وصول حالات إصابات بسيطة جداً من إنفلونزا الخنازير، فهذه أوبئة طارئة وقد نسيها الناس، ولكن لو قلنا إن في بيتك متعاطيا أو مدمنا أو مروجا!!! فهذه والله أصبحت حقائق، وليس أدل على ذلك من آلاف الأطنان التي اكتشفتها الأجهزة الأمنية والجمارك والهيئات، وما خفي من الكميات أعظم وأكبر.... أين ذهبت هذه المواد؟ ومن استخدمها؟ بالتأكيد ذهبت في أحشاء، ودمرت عقول ومستقبل بعض أبنائنا... المشكلة في هذه الأدوية أنها تجعل الإنسان ينزع كل الموروثات والكرامات والقيم حتى يحصل على الجرعة!!! فيكثر المساومون والمتاجرون، الذين لا بد أن تقطع أيديهم وأرجلهم قبل رؤوسهم. أقول ذلك وقد رأيت امرأة في الإسعاف حاولت الانتحار، والسبب أن ولدها باع شرف أخواته من أجل الحصول على المخدر. فما ذنب النساء العفيفات؟! وهنالك القصص الكثيرة التي يندى لها الجبين, ويشيب لها الأطفال، ولكن قد أبالغ إن قلت إنها تحتاج إلى كتاب مؤلف، فيكفي من القلادة ما أحاط بالعنق، فمن الأمور التي قد تحجم من تلك الظاهرة, وتحمي الأجيال من الوقوع في وحل المخدرات: 1) الترابط الاجتماعي بين الأب وأبنائه، فقد كان الشارع هو المربي، أما الآن فأصبح الشارع والصديق السيئ من أهم أدوات الضلال. فلا بد أن يكون الأب مع أبنائه كالصديق يمازحهم, ويشترك في هواياتهم، ويحاول تطوير مهاراتهم، وتعويدهم على حمل المسؤولية، وأن يستمع لنصائحهم، حتى تكون نصائحه مقبولة. وتذكر أيها الأب أن وجودك بين أبنائك أفضل من التفرغ لعملك. 2) على الوالدين عدم الإكثار من الخروج في زيارة الأصدقاء والتجمعات الشللية (بالوت ونحوها) في استراحات دائمة، لأن هذا مدعاة للأولاد للوقوع في تلك الظواهر السيئة، بل إن لدي دراسة مبدئية وجدتُ فيها تعثر طلاب الجامعة الذي يشتركون في استراحات، مقارنة بغيرهم ممن يخرج لوقت محدد لوجبة عشاء في مكان عام. لذا فالاستراحات والمقاهي هي من أكبر المفسدات للشباب السعودي. 3) يقول أبو العتاهية: إن الفراغ والشباب والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة، فلا بد من وجود البرامج العملية الإنتاجية الطموحة التي تشغل الشباب وترفع طموحاتهم، فكثير من الشباب لديهم عدم وضوح في المستقبل، لذلك لا تستغرب وجود عدم الجدية واللامبالاة لدى كثير منهم، فهذه بحد ذاتها تجعل الشاب في حالة يأس يبحث عن الحل ويقع في المستنقع. 4) حتى نرفع همم الشباب ونقضي على فراغهم، ينبغي أن يعرف الشاب ما هي خطوات الطريق في حياته، فنحن بحاجة إلى حملة وطنية صادقة (بعيدة عن العاطفة) تشترك فيها كل الجهات الحكومية والأهلية ومؤسسات المجتمع المدني، لتأهيل الشباب وتوظيفهم، وتحويلهم من جيل مستهلك إلى جيل منتج، فتجربة كوريا الجنوبية في نهاية السبعينيات الميلادية، حولت الشباب الكوري (من خلال التجنيد العسكري المهني) إلى طاقات صناعية رفعت تلك الدولة إلى مصاف الدول الكبرى في مجال التصنيع والاقتصاد.
إنشرها