Author

تأملات حول الجوع والشبع في العالم!

|
في العالم مليار جائع .. هذا ما تقوله «الفاو» وبرنامج الغذاء العالمي .. أي أن سدساً (1/6) من سكان العالم يموتون جوعاً .. وقد تساءلت على سبيل الفلسفة لماذا لم تقل لنا «الفاو» ولا برنامج الغذاء العالمي كم عدد الذين يموتون من التخمة والسمنة والإسراف في الطعام .. ووجدت أن من الصعب طبعاً إحصاء هؤلاء .. ذلك أن الإسراف في الطعام والسمنة قرار شخصي .. أما الجوع فقرار قهري أو قسري .. والقرار الأول مسؤولية الشخص أما القرار الثاني فمسؤولية العالم! و90 في المائة من جوعى العالم يتركزون في العالم النامي أو المتخلف .. و42 مليوناً من هؤلاء يعيشون أو يموتون في «الشرق الأوسط» .. وفي آسيا «642 مليوناً .. وفي «إفريقيا» و»جنوب الصحراء الكبرى «265 مليوناً وفي «أمريكا اللاتينية « 53 مليوناً. والمشكلة معقدة ولا تعود إلى عنصر واحد .. فهي مشكلة سياسية واقتصادية وجغرافية وبيئية .. ثم هناك مشكلة أخرى هي أن عدد الجوعى يزداد عاماً بعد عام .. أي أن الحلول التي قدمت حتى الآن ليست كافية لوقت زحف الجوع على الناس. لقد رصدت مجموعة الدول الثماني الكبرى مبلغ 20 بليون دولار لمساعدة الدول الأكثر فقراً وجوعاً، ولكن «الفاو» و»منظمة الغذاء العالمي» يقولان إن هذه الدول تحتاج إلى 44 بليون دولار للعودة إلى الحياة .. فهل تقوم الدول الكبرى بتغطية الفارق؟! لعلنا نلاحظ في كل هذا أن العالم يتقدم تكنولوجياً بسرعة ويتأخر إنسانياً بالسرعة نفسها .. فمنذ عشر سنوات كان عدد الجوعى 500 مليون، وفي هذا العام تجاوز المليار .. فهل يمضي العالم في تقدمه التكنولوجي وتأخره الإنساني .. إن العالم في حاجة إلى رغيف الخبز قبل الموبايل والإنترنت البلي ستيشان وغيرها. فإذا كان الخبز قبل الحب أحياناً .. فهو قبل كل شيء في جميع الأحايين.
إنشرها