Author

هل أطفالـُنا في بيوتِنا آمنون؟!

|
* أهلاً بكم في ''مقتطفات الجمعة'' رقم354. *** * حافز الجمعة: من رسالةٍ أذهلتني: ''اسمي ''شذى'' - غيرتُ الاسمَ - أمنيتي أن تكون كلماتي هذه هي ''حافز الجمعة''، لا أدري إن كانتْ حافزاً أم لا، ولكن من قرارةِ قلبي أراها حافزاً بصورةٍ ما: ''كان أبي يدخلُ البيتَ ومن عينيه تتطاير الشياطينُ، يصرخ باسمي فأهربُ طالبةً الملاذ وراء أمي.. ثم يتطاير الدمُ على وجهي، وأعرف أن أمّي فـُلِقَ رأسُها وأُبعِدَتْ، وفجأة أسمعُ دويَّ مدفعٍ في أذني وإذا الظلامُ يحيط بي، والظلامُ أحمر.. بل دمٌ قانٍ يغطي بصَري، ويدُ أبي تهوي كمطرقةٍ مرة ثانية، وثالثة، ورابعة.. ثم أطيرُ في الهواءِ.. ولا يبقَ عظمٌ في جسَدي في موضعِهِ كما كان. كان عمري خمسة أعوام. ولم أعدْ أسمعُ صوتَ أبي الغاضب من عشرين عاما، كانت تلك الضرباتُ كافيةً لتجعلني ''صمّاء'' طيلة حياتي، وفقدتُ عيني اليمنى.. ربما راحتْ تطاردُ الشياطين التي كانت تتطاير من عينيه. الآن أنا سعيدةٌ جدا، فهو عجوزٌ مريض، وأنا أسهرُ على رعايتهِ، عيناه تدمعان ماءً هذه المرّة ثم أمسحْهما وأضعهما على أذني.. وكأني أسمع الدموعَ تخاطبني وتقول: سامحيني!'' *** * قضية الأسبوع: لم يعدْ كافياً أن يكون القاصرون والقاصرات في بيوتهم وبين أهليهم ليكونوا آمنين، هذا ما تقوله الباحثة الاجتماعية الدكتورة ''نوف المطيري''، لأن العالمَ كله يدخل غرفَ القاصرين عبر شاشاتِ أجهزة الكمبيوتر.. وتقول: ''إن مواقعَ وغرفَ محادثة صارتْ ظاهرة القرن في الإجرام والتعدّي والتحرّش بالقاصرين، وإنها أصبحتْ تجارة رائجة سوداء تدرّ مئاتِ الملايين. وصحيح أن هذه الجرائمَ التي تتم في غرف المحادثةِ والمواقع الإباحية لتوها تذرّ بقرنها في مجتمعنا، فإن هذا يدفعنا لنكون جادين في المقاومةِ، وفي التنبيه ضد هذا السلوك المريع قبل أن يسْتـَشـْري. في العالم يموت مئاتُ القاصرين كل شهر باستدراجٍ من ضواري الإنترنت في المواقع وغرف المحادثة. وفي جريدة ''الرياض'' أخيرا تم نشر خبر قبض ''هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر'' على شبكةٍ محليةٍ من المتداولين بالمشاهد الإباحية والتحرش بالقاصرين بالإنترنت.. وتقرع الدكتورة ''المطيري'' الجرسَ داويا فوق رأس الأمّة نذيرا، وقامت بتشكيل مجموعة للتعريف بهذه الجرائم الجديدة، ونأمل أن تتحولَ هذه المجموعة إلى حملةٍ منظمةٍ، أو جمعية عمل تطوعي رسمية تعمل على الوقايةِ والحدّ من وحشٍ افتراضي إن تـُرك بلا قيدٍ فإنه سينهشُ في قلبِ الأمّة. *** * وهذه رسالةٌ وصلتني بالإنجليزية، ووضعتـُها بالعربيةِ في أهم مقاطعها: ''دعني أقدم لك نفسي: أنا الدكتور ''كامل محمد عبد الوهاب سلامة''، أعملُ جرّاحا استشاريا في مستشفى أرامكو منذ ستةٍ وعشرين عاما، ولقد نُصِحْتُ بأن أكتبَ إليك عن موضوع يمنع عني النومَ قرير العين، بل يزرع الروْعَ والحزنَ في قلبي وقلوبِ زملائي من الأطباء الجراحين لِمَا نضطر إليه بالتعامل الجراحي اليومي مع المشاهد المريعة لضحايا حوادث الطرق. وبما أن أغلبيتهم من طلائع الأمة، فهي إذن حربٌ على مستوى الأمةِ كلها، وما زالت تأكل في هذه الأجساد الغضّة بشراهةٍ بلا حدّ! تعلم أن معظم طرقنا السريعة بُنيَتْ منذ أكثر من ثلاثين عاما، وجرتْ عليها عواملُ التقادم والاستهلاكِ والتردّي من أثرِ الاستخدام المتزايد الاستمرار، وبفعل الشاحنات الجوّابةِ بأحمالٍ فوق الوزن المصرَّح، والأدلـّةُ: جراحُ الطرقِ شاهدةً للعيان. ولحق هذا التهالكُ الجسورَ والمعابرَ بسبب العوامل ذاتها. وصدقني إنها مسألة وقتٍ قبل أن تتهاوى هذه الجسورُ والمعابرُ مسببةً خسائرَ فادحة. أحاول أن أتذكر ولو مرة عن فرَقٍ وإجراءاتِ صيانةٍ دوريةٍ لهذه الطرق والجسور فلا أستطيع، مما جعلني بالأمس أدخل موقع وزارة المواصلات الإلكتروني وأكتب كل ما يقلقني، وأتوقع ألا يأتيني تعقيبٌ.. ولن أجدَ سوى الهباء''. *** * كتابُ الأسبوع: هذا كتابٌ سيجعل عضلاتـَك تشتدّ حتى تكاد أوتارُها تتقطع، وسترميه مراراً لأنك لا تريد إكمال بعض القصص المُفجِعة والتي حصلتْ واقعاً، كتابٌ سيكشفُ لك جرائمَ العصر الجديد: عصرُ العالم الافتراضي. وعنوان الكتاب:''مقاتلو الجرائم الافتراضيةCyper Crime Fighters'' والغلافُ تخترقه يدٌ شاحبةٌ مذعورةٌ وكأنها تزيحُ تربة ضريحٍ، وتحتها كُتِبَ العنوانُ الفرعي: ''قصصٌ من الخنادق Tales from the trenches''. سيأخذك مؤلفا الكتاب المتمرسان بمحاربة جرائم الإنترنت إلى عالمٍ آخر لم يُكشَف بعد، ويعرّفك على الحقائق وراء جرائم الإنترنت، والأسباب، والخفايا.. الجانبُ المضيءُ في الكتابِ أنه يخبرنا وبالتفصيل كيف نحمي أنفسَنا وأولادَنا من وحوش الإنترنت ومتنمِّريه ومترصدِّي الضحايا، في ''البال توك''، و''اليو تيوب''، و''الفيس بوك''، و''الماي سبيس''، بل.. وانتشرتْ الآن الجرائمُ الجديدة عن طريق أجهزة الهواتف المحمولة. أوصي بسرعة ترجمة الكتاب للعربية، فإن كتاباً كهذا سينقذ كثيرين من القـُصَّر والأطفال. قرأتُ الكتابَ بعد أن شغلني موضوعُ جرائم الإنترنت. بعد قراءتهِ.. انشغلتُ أكثر! *** * أيها الأعزاء أسألكم: اقترحوا الوسائلَ التي تحدّ من انتشار جرائم الفضاءِ الرقمي، وأفيدوني رجاءً؟ *** * والمهم.. وينشأُ عصفورٌ يروقكَ ريشَهُ يغرِّدُ في عالي الغصونِ ويُصفرُ فيلقاهُ صقرٌ ذو مخالب أجدلُ فيخـْطفهُ من قبـْلِ ما هو يـَشـْعـــــرُ في أمان الله..
إنشرها