رئيسا الهلال والشباب يضربان العبر في زمن المنغصات والحزبيات
هي ولاية قصيرة، يلملم بعدها أوراقه، ثم يغلق أدراجه، ويحمل أمتعته، ويسوق قدمه إلى باب الخروج، تاركا مكانه إلى غيره لإكمال المسيرة التي لن تقف عليه أو على خلفه، ولكن هناك من تودعه القلوب التي سكن في أقصى أعماقها، وتنسكب على رحيله الدموع التي استقر بين جفونها، وتلهج الألسن بسرد سيرته التي قد تمتد عاما أو عامين أو ثلاثة أو تكتمل أربع، وتستقى من أقواله وأفعاله العبر، ويضرب به المثل، وعلى النقيض من ذلك، هناك من يكون محل تندر ومثلا سيئا لمن أتى بعده، وشتان بين الاثنين.
الأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال، ما زال يضرب الدروس الواحد تلو الآخر التي تكون نابعة من حس وطني مرهف، دون التحيز إلى لون دون غيره، رغم أنه يتسنم سدة ناد جماهيري يجد صنوف الحرب، وتحاك ضده المؤامرات ما ظهر منها وما بطن، إلا أن مبادراته كانت محل استحسان ورضا الكل، فأصبحت مواقفه تسجل بمداد من ماء من الذهب، لعل آخرها عندما أعلن حضوره مباراة الشباب وباختكور الأوزبكي في الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة الثالثة من دوري المحترفين الآسيوي، ولا سيما أنها مصيرية تتطلب وقوف أبناء الوطن وقفة على قلب رجل واحد مع ممثله في مهمته الخارجية.
بادرة رئيس الهلال ليس الأولى، ولن تكون الأخيرة، حيث سبق أن وجه رابطة جماهير ناديه للوقوف مع الشباب في نزاله ضد العين الإماراتي في الجولة الرابعة من المسابقة، وكان لها دور مع بقية روابط الأندية في تحفيز اللاعبين لكسب ذلك اللقاء الذي انتهى شبابيا 3/2.
كما أعلن وقوفه مع غريم ناديه التقليدي النصر في أحداث ملعب زعبيل بعد أن تعرض طبيبه إيلي عواد إلى الركل والرفس من قبل جماهير الوصل التي اقتحمت الملعب في إياب نصف نهائي «خليجي 25»، رغم وجوده خارج البلاد، مطالبا تنظيمية الخليج وقبلها اتحاد القدم السعودي بنصرة جاره الذي تعرض إلى إرهاب داخل الملعب، وخسر بسببه التأهل إلى النهائي بعد خسارته بركلات الترجيح 3/4، بعد انتهاء الأشواط الأصلية والإضافية بـ 2/4، فكانت بادرته محل استحسان الكل، وأثبت أن الأندية السعودية مهما كان بينها، إلا أن الصفوف تلتحم فيما بينها في المحن، ولا ترضى بالظلم والضيم، وسار على أُثره خالد البلطان رئيس النادي الشباب، ثم بقية رؤوساء ومسؤولي الأندية.
وكان البلطان قد أعلن عبر برنامج «في الجولة» الذي يبث عبر قناة أيه آر تي البارحة الأولى أنه تلقى اتصالا هاتفيا من رئيس الهلال وأبلغه بحضور مباراة اليوم، مضيفا «في الوقت الذي تمر فيه الرياضة بكثير من المنغصات، وبعد أن مللنا مما نسمع ونشاهد، أعاد الأمير عبد الرحمن بن مساعد التفاؤل والبسمة وأشعل قناديل سمات الرياضة الساطعة والمضيئة، إنها أخلاقه وسمو أخلاقه الرفيعة، هذه المبادرة ليست مستغربة عليه، الذي أيضا أكد أنه سيدعو جماهير ناديه لمؤازرتنا وهذا عمل يستحق الشكر والتقدير، آملين أن تكلل الجهود والعمل بالنجاح».
ودعا البلطان جميع الأندية إلى أن تحذو حذوه وتفعل كل ما من شأنه رفع مستوى التنافس، متمنيا أن يتأهل الشباب، والاتحاد مع الهلال، بعد أن فقد الأهلي الفرصة، مؤكدا أنه سيحضر لقاء الهلال في دور الـ 16 الذي سيجرى على أرضه وبين جماهيره من باب رد الجميل إلى أهله، مضيفا: ستحضر رابطة النادي وجماهيرنا رغم أننا نعرف أن الهلال بجماهيره لا يحتاج، لكنه رد جميل وتأكيد معاضدة»..
أضف تعليق