خلال برنامج الدراسات العليا وعملي الأكاديمي كمحاضر وباحث في مجالات الإدارة العامة والعلاقات الدولية والسياسات المقارنة مع أستاذي القدير البروفيسور مايكل فريزر بجامعة هاورد بواشنطن... لاحظت أن معظم طلاب الدراسات الجامعية والعليا على حد سواء تصيبهم الدهشة والذهول المغمور بالإعجاب والتقدير عند حديثي عن الشواهد الكثيرة للمبادرات الإنسانية النبيلة المتواصلة لملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من أجل رعيته و الإنسانية جمعاء، وأخص بذلك اهتمامه البالغ بعلاج و إنهاء معاناة السياميين وآلامهم ومن كل أرجاء المعمورة.. ولم يكتفِ خادم الحرمين الشريفين بتكفُّلِه بعلاج الحالات السيامية الباهظة واستضافة والديهم وزيارتهم بعد كل عملية فصل، بل إنه - يحفظه الله - تواصل مع هؤلاء الأبناء واستقبلهم ووالديهم في مزرعته بالجنادرية، مؤكداً لهم أبوته وإنسانيته.
في البداية يؤكد البروفيسور فريزر والبروفيسور بن منسا أنه بنظرة للعالم المعاصر فإن هذه المبادرات الإنسانية للملك عبد الله لا مثيل لها، وإن الأمور الإنسانية و الأخلاقية تعتبر مدخلا جديدا في العلوم السياسية والعلاقات الدولية في السياسة العالمية. وهذه بعض مداخلات الطلاب التي دونتها في محاضرتي : في نظر الطالب شي ليي من الصين أن البشرية اليوم تعاني من ضياع القيم الإنسانية، وأن الملك عبد الله هو حقاً ملك الإنسانية العالمية تقديرا لجهوده من أجل الإنسانية، وتؤكد الطالبة الأمريكية دانيال أن هذا المنهج الإنساني يستحق التقدير وأنا مطمئنة بأن هذا العمل الفريد لهذا القائد الإنسان سيستمر، أن شاء الله، وتضيف أنها قرأت كثيراً عن علاج الحالات السيامية وبإمكانها أن تؤكد أن السعودية قد تكون قد تفوقت على الولايات المتحدة و بريطانيا في هذا المجال، ويعلق الطالب ريموند من غانا قائلاً : أن هذه خصائص إنسانية فريدة تتعدى مقاييس الإنسان وهي تأكيد لمبدأ الأخوة الإنسانية فتسمو النفوس الإنسانية إلى أعلى مراتبها حينذاك وتعيش في عالم الإنسانية الحقّة بعد ذاك، وكل ذلك يسقط بشكل أو بآخر أطروحتا فرانسيس فوكوياما عن (نهاية التاريخ والرجل الأخير) و (التصدع العظيم)، و أطروحة صامويل هنتنجتون عن (صراع الحضارات). وفي مداخلة لطالبة من تركيا تحدثت عن الدين الإسلامي.. دين الإنسانية وأوضحت أن القرآن الكريم الذي هو في الأصل رسالة هداية ورحمة وحب، كلف الله حملها للبشرية نبينا - محمد صلى الله عليه و سلم - وجعله رسولاً ينشر العدل والرحمة والتسامح في الأرض.. واعتبرت الملك عبد الله عطاء من الله للإنسانية فهو يهتم بالإنسان والإنسانية على اختلاف أجناسهم وأديانهم وثقافاتهم وبصرف النظر عن الجنس أو الدين أو اللون أو العرق. وتشير طالبة من أوكرانيا أنها تعلمت الكثير عن الخصائص الإنسانية النبيلة للدين الإسلامي والتي امتاز بها الملك عبد الله.
برزت هذه الأفكار والذكريات وأكثر منها إلى ذهني بعد تأملي في توجيه ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بعلاج الطفلتين السياميتين الفلسطينيتين ريتاج وريتال ابنتي ياسر أبو عاصي ونقلهما عن طريق الإخلاء الطبي من قطاع غزة إلى المملكة لعلاجهما في مدينة الملك عبد العزيز الطبية في الحرس الوطني... والذي يأتي في سياق مواقفه الإنسانية النبيلة المباركة المتواصلة والتي اعتدنا و العالم عليها منه - أيده الله - و جهوده ومتابعته لجميع الحالات الإنسانية حيث تمثل هذا جلياَ في عمليات فصل التوائم السيامية من كافة أنحاء العالم ليسهم في إنهاء معاناة السياميين وآلامهم استجابة لنداء آباء وأمهات هؤلاء الأطفال السياميين. وكانت البداية مع توأم سعودي في عام 1990. وكانت أكثر عمليات الفصل التي حظيت بتغطية إعلامية كبرى، كانت للطفلتين السياميتين البولنديتين أولغا وداريا القادمتين من قلب أوروبا و اللتين وصلتا للمملكة وهما تبلغان من العمر 13 شهراً و أجريت الجراحة في 22-11-1425هـ (3-1-2005)، واستغرقت 18 ساعة انتهت بنجاح كبير ونالت تغطية إعلامية عالمية، خصوصاً من وسائل الإعلام البولندية والأوروبية، التي تحدثت عن إنسانية المليك الإنسان عبد الله بن عبد العزيز.
وهكذا فإن الملك عبد الله بن عبد العزيز قد زرع بإنجازاته الإنسانية الخير في قلوب رعيته وغير رعيته في الداخل و الخارج وامتد نوره ضوءا وضياء للإنسانية قاطبة عبر فضاء هذا الكون وأغواره وقيعانه.. واختتم بكلمات تميزت بالبلاغة ودقة المفردات للأمير الجليل فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود في ديوان «شروق وغروب» الفوتغرافي الذي رصد فيه إنسانية الملك عبد الله.. يقول الأمير فيصل معلقا بحب «عبد الله بن عبد العزيز هو شخصية أعتقد أنها إنسانية جدا ويمكن التعبير عنها أن أقرب خط بين نقطتين هو الخط المستقيم، وهذا ما يمثله الملك عبد الله بن عبد العزيز فهو إنسان يحمل هم الوطن وإنسانه».
