Author

تحديات المصرفية الإسلامية في عام 2010

|
على الرغم من تداعيات الأزمة العالمية إلا أن معدلات الربحية للبنوك الإسلامية نسبيا لا تزال أعلى منها في البنوك التقليدية، وهذا مما يدعو للتفاؤل حيال انتشار المصرفية الإسلامية على مستوى العالم الذي ما زال يترنح اقتصاديا. بشهادة من المنظمات العالمية المعنية بالمصارف والاقتصاد أصبحت المصارف الإسلامية على الرغم من حداثة التجربة أمرًا واقعًا في الحياة المصرفية المحلية والدولية، وذلك بعد أن شقت طريقها بصعوبة في بيئات مصرفية، بعيدة في أسسها وأنظمتها وآليات العمل فيها عن الروح والقواعد التي تدار بها المصارف الإسلامية، ويرى البعض أن الأزمة المالية العالمية منحت المصارف الإسلامية شهادة جودة، والسؤال الذي يفرض نفسه الآن، هل البنوك الإسلامية محصنة وبمنأى عن الوقوع في تلك الأزمات؟ مما يجب أن نلقي الضوء على مستقبل المصارف الإسلامية خلال هذا العام، والتحديات التي ستواجهها ، والتوصيات التي تجابه تلك التحديات. التحديات: ستعيش المصارف الإسلامية خلال عام 2010م تحديات كثيرة سأركز على بعضها، ومنها: أولا: المصارف الإسلامية ستواجه نسبيا بشح السيولة في الأسواق والضغوط المتصاعدة التي يجب العمل على تذليلها، وتمثل عائقاً كبيراً، وإذا كانت بعض تلك البنوك قد تمكنت من الحفاظ على حصتها السوقية من الودائع, إلا أن الأمر لن يكون سهلاً في ظل المنافسة الشرسة المتوقع أن تزداد حدتها في المستقبل القريب. ثانيا: مازالت المصارف الإسلامية تخضع لأنظمة وأحكام لا تناسب طبيعة العمل المصرفي الإسلامي، بل تحصره، وتقيد انطلاقه. ثالثا: الخدمات والمنتجات التي تقدمها المصارف الإسلامية تحتاج إلى تطوير لتناسب المتطلبات، والاحتياجات المستقبلية. رابعا: النقص الحاد في الموارد البشرية والمرشح للازدياد في ظل التوسع الذي سيشهده المستقبل القريب في أعداد المصارف، وتنوع الخدمات التي ستقدمها. التوصيات: أولا: إنشاء مجلس أعلى للفتوى يتكون من صفوة شيوخنا وعلمائنا ذوي المعرفة الرفيعة بأحكام الشرع وبالمعاملات المصرفية، ليسهم في إثراء القرارات الشرعية. ثانيا: العمل على دمج المصارف الصغيرة للاستفادة من مزايا الاقتصاديات الكبيرة. ثالثا: زيادة مساحة تمويل اقتناء الأصول والسلع الرأسمالية، وتقليل المبالغ الموجهة لتمويل رأس المال العامل. رابعا: تضافر الجهود لاكتمال البنية التحتية ومنها وضع الأنظمة الخاصة لممارسة العمل المصرفي الإسلامي. خامسا: تحديث الأنظمة وتقديم الخدمات المالية المتطورة لمواجهة المنافسة الدولية، وتوسيع قاعدة المساهمين، والفصل بين الإدارة والملكية، وإعادة هيكلة الشركات التابعة. سادسا: التقيد بمعايير هيئة المحاسبة والمراجعة وقواعد السلوك المهني للمؤسسات المالية الإسلامية، وتطبيق معايير مجلس الخدمات المالية الإسلامية. سابعا: تفعيل دور المؤسسات التي تتولى التحقق من الالتزام بالمعايير والضوابط الشرعية. وأخيرا: الاهتمام الأكثر بالاستثمار في تدريب وتثقيف الموارد البشرية لما لها من آثار، ومردودات إيجابية على العمل المصرفي الإسلامي.المنتجات والخدمات التي تقدمها المصارف الإسلامية تمنع المعاملات التي تقوم على الكذب والمقامرة والتدليس والغرر والجهالة والاحتكار والاستغلال والجشع والظلم، وهذا أدعى بدعم صناعة المصارف الإسلامية خدمة للإنسان.. أي إنسان.. في أي بقعة من بقاع العالم.
إنشرها