default Author

عجائب السفر عبر الزمن

|
رغم أننا لا نشاهد من السماء إلا زرقتها نهارا وظلاما دامسا تزينه أجسام لامعة ليلا إلا أن هذا المشهد البسيط يحوي كثيرا من الأسرار والآيات فهذا ما نستطيع رؤيته أو إدراكه بأعيننا المجردة، فلقرب هذه النجوم والكواكب وبعدها عنا وأشكالها وحركتها وشدة لمعانها دلالات ومعان. بدأ علم الفلك حين أعطى العلماء أسماء لكل نجم أو تجمع نجمي ولعل من أشهر هذه التجمعات ما يعرف بـ (الدب القطبي) ولك أن تعلم أن هذه التجمعات ليس لها وجود إلا في عقول الناس رغم أن النجوم التي تتكون منها هذه المجموعات أجسام حقيقية فأنت قد ترى نجمتين متقاربتين في حين أن إحداهما تبعد كثيرا عن الأخرى في الواقع، فالنجوم المكونة للدب القطبي مثلا بعيدة عن بعضها جدا وقد تنتمي كل نجمة إلى مجموعة معينة لا ترتبط مع بعضها بأي صلة إلا أنها تقع في الاتجاه نفسه ومع مرور الزمن ستتباعد تلك النجوم فلا يصبح لشكل الدب القطبي وجود وبسبب بعد هذه النجوم عن بعضها بمسافات مذهلة ابتكر العلماء مقياس السنة الضوئية (المسافة التي يقطعها النور في سنة) واستخدمت في قياس أبعاد الكون مثل الكيلومترات على الأرض. إذا ما حقيقة ما تشاهده في السماء؟؟!! أنت حينما تنظر إلى السماء فأنت ترى النور المنبعث من النجم وبما أن هذه النجوم تبعد عنا مئات السنوات الضوئية ويستغرق وصول هذا النور إلينا مئات السنين أي أننا نشاهد تاريخ أو ماضي النجمة وليس حالها في الوقت الراهن وقد تكون ماتت ولم يعد لها وجود، فمثلا الشمس التي تبعد عنا ثماني دقائق ضوئية عندما تراها فإنك تشاهد حالها قبل ثماني دقائق وليس الآن وعندما تشاهد القمر فأنت تراه قبل واحد ونصف ثانية. ومن النجوم تعلمنا الوقت الطبيعي من ليل ونهار وشهر وسنة، وتختلف بداية اليوم أو النهار من شعب إلى آخر حسب حركة هذه النجوم فعند الفراعنة يبدأ النهار فجرا وعند المسلمين والبابليين يبدأ من الغروب، وعند الصينيين القدماء والرومان والمسيحيين عند منتصف الليل، لذلك تجد من يقول لك صباح الخير من بعد الساعة الثانية عشرة لأن الغالبية يعتبرون بداية النهار من بعد منتصف الليل. ومن النجوم والكواكب استنتجنا الوقت الصناعي، ففي القرن الثاني قبل الميلاد أدخل الفلكي (هيباركوس) مفهوم الساعة والمستخدم حتى الآن فقسم الساعة إلى 60 جزءا (دقيقة)، لماذا 60 دقيقة وليست 40 مثلاً؟؟! قسمت الساعة اعتمادا على طريقة البابليين في العد لما لرقم 60 من صفاة فهو أصغر عدد يقبل القسمة على 2 و3و4و5، كما قسم كل جزء إلى 60 ثانية وهو الوقت الذي يحتاج إليه القلب ليستريح فيه عند كل دقة. كان العالم (اينيشتاين) أول من فكر في الزمن أو (البعد الرابع) فأضاف الزمن إلى الأبعاد الثلاثة التي كانت معروفة قبله، حيث اتفق العلماء على أن للكون ثلاثة أبعاد اكتشفوها مع تطور الحياة وهي: الطول والعرض والارتفاع. والزمن أو البعد الرابع لا يمكن رؤيته ولكننا نعيشه وندركه كمسلمة من مسلمات الحياة فكانت نظريته عن النسبية (أي أن كل شيء في الكون نسبي وليس هناك مطلق) فمثلا حين تمسك بيدك مترا عياريا فإن طوله بالنسبة لك وأنت ثابت متر، أما بالنسبة لشخص يتحرك بسرعة كبيرة يجد المتر يساوي 80 سنتيمترا وكلما زادت سرعته قل طول المتر ومثال أقرب للتصور عندما يكون لدينا توأمان عمرهما 20 عاما يسافر أحدهما إلى الفضاء بصاروخ والآخر يبقى على الأرض فعندما يعود المسافر بعد خمس سنوات مثلا يفترض أن يصبح عمرهما 25 عاما ولكن الواقع أن الذي لم يسافر أصبح عمره 55 عاما ويرجع ذلك إلى تمدد أو اتساع الزمن بالنسبة للشخص الذي لم يسافر يحدث هذا عندما تقترب سرعة السفر من سرعة الضوء.
إنشرها