Author

من القائد.. أنت أم زوجتك

|
( 1 ) وقّع عقد الزواج ولا رجعة فيه.. تقول هيلدا هوبر: يحلم الرجل عندما يتزوج بالهدوء، وتتزوج المرأة لتتخلص من حياة الهدوء. .. واستمر الزواج أكثر من سنتين لأن 60 في المائة من حالات الطلاق تقع في هذه الفترة.. الحمد لله لم تنظم الزوجة لقافلة المطلقات اللائي بلغ عددهن 25697 مطلقة حتى عام 1428هـ ثم الحمد لله أن استمرت العلاقة على الرغم من الصعوبات والحب وخيبات الأمل وأنجبا أطفالاً وكونا أسرة.. لقد خذلا الشيطان قال رسول الله ـ صلى عليه وسلم ـ ''إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة. يجئ أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئاً. قال ثم يجئ أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته. قال فيدنيه منه ويقول: نعم أنت'' رواه مسلم. للعلاقة الزوجية أهميتها يقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم: ''سعادة لابن آدم ثلاثة وشقاوة لابن آدم ثلاثة فمن سعادة ابن آدم: المرأة الصالحة والمسكن الصالح والمركب الصالح. ومن شقاوة ابن آدم المسكن الضيق والمرأة السوء، والمركب السوء'' مستدرك الحاكم. إن استمرار العلاقة الزوجية جيد ولكن لا يعني أيضاً الفرح والسعادة والسرور، ذلك لأن الأسرة منظمة كأي منظمة أخرى تحتاج إلى قيادة وأتباع وهدف ''إدارة ناجحة''. ذكر المنجد أن القيادة: ما تقاد به الراية من حبل ونحوه يقال: ''فُلان سلس القياد'' أي يطاوعك على هواك.. والقيادة: مهنة القائد ويأتي بمعنى المكان الذي يكون فيه القائد ومنها القيادة العامة.. القائد: جمعها قوّاد وقُوًّد وقادة وقادات: كل مستطيل من أرض أو جبل. يعرف هيمان القيادة: ''العملية التي يتمكن من خلالها الفرد من توجيه وإرشاد الآخرين والتأثير على أفكارهم وسلوكهم وشعورهم'' ويعرفها فيصل باشراحيل بأنها: ''عملية تحريك الناس نحو الهدف''. ( 2 ) إن مدخل القيادة الأسرية يفترض أن الزوج والزوجة منظمة أعمال تصنف العلاقة بين القائد والأتباع لمجموعات أربعة: 1) الزوج قائد والزوجة تابع، عندها ستنجح العلاقة نجاحاً باهراً لأن كل منهما قام بالدور الذي خلق من أجله ومؤهل له. 2) الزوج تابع والزوجة قائد، عندها يسّلم الرجل طواعية وهو يرى الزوجة بتلك المواهب والقدرات والممارسة ولا يستطيع أن يقوم بما تقوم به فيغدو رجلاً ''حكيماً'' وستنجح العلاقة نجاحاً معقولاً. 3) الزوج قائد والزوجة قائد عندها لا الرجل يسلّم ولا المرأة تسلّم ويصبح المنزل قطعة من نار.. تتداخل الكراهية بالإحباط بسوء الظن بالتشاؤم بالحيرة والقلق.. تهدأ الأمور ثم تعود النار مستعرةً من جديد، وسيقول أحدى الزوجين كما قال روساكس: ليس في الزواج سوى يومين جميلين، يوم دخول القفص ويوم الخروج منه. 4) الزوج تابع والزوجة تابع عندها الرجل والمرأة لا يملكان روح أو مهارة القيادة عندها سيكون المنزل نهباً لتدخل الأقارب وكلاً على ذوقة الخاص كما يؤدي إلى تمرد الأولاد. ليس هناك مجالاً للشك بأن أفضل نموذج هو الأول والثاني وأسوأ نموذج هو الثالث والرابع. ( 3 ) يقول الله تعالى: ''وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ ? وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا (11)'' سورة الإسراء. عزيزي القارئ.. لا تستعجل وتتبنى الأفكار والقواعد ثم تحكم على الأشياء.. قد يكون أسوأ نموذجين هما أفضل نموذجين وأفضل نموذجين هما أسوأ نموذجين.. كيف؟ 1) نموذج الزوج قائد والزوجة قائدة فقد يكون الرجل كثير السفر والارتباط التجاري أو المهني والعملي أو الاجتماعي فلديه والدان شيخان كبيران وإخوة صغار أو أخوات مطلقات وانشغل بهذا عن أسرته الصغرى وقامت الزوجة بما لديها من مهارات بقيادة الأسرة. 2) نموذج الزوج تابع والزوجة تابع فقد يكونا في سن متقدمة ولديهما من الأبناء الكبار الذين يتمتعون بالحكمة والقيادة والتوجيه.. لا سيما إذا كانوا يعيشون معهما في منزل وعليه سيجد الابن الشاب المجال للتعبير عن نفسه وهو أقدر على فهم وقيادة بقية الأسرة. 3) نموذج الزوج قائد والزوجة تابع فقد يكون هذا القائد متسلطا وسيئ الخلق والعشرة وبخيلا أيضاً.. ينفذ المنزل أوامره ولكن يتمنون موته في حادث سيارة مثلاً أو بأي طريقة كانت ليتخلصوا من كابوس العنف.. إن هذا القائد ليس بقائد إنما رئيس يستخدم صلاحياته النظامية. 4) نموذج الزوج تابع والزوجة قائد وقد تكون تلك المرأة متسلطة وتحكم عواطفها بعيداً عن العقلانية فتهلك الحرث والنسل وتخرب الزرع والضرع فتدمر الأسرة ووحدتها. ليس هناك مجال للشك بأن أفضل نموذج أصبح الثاني والثالث وأسوء نموذج هو الأول والثاني بحسب الترتيب السابق. ( 4 ) طيب وبعدين.. ماذا تريد؟. أريد أن أقول إياك وإياك ثم إياك أن تصدر أحكاماً مطلقة وحدية بناء على فهم نظري أو ظاهري دون معرفة الواقع والممارسة ويكون لديك القدر الكافي لأن تكون حكيماً كما الخضر عليه السلام، قال تعالى: ''قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69)'' سوره الكهف. كن حكيماً فمن أوتيها فقد فاز بخير كبير.. تعلّم فاسأل واستمع ثم أعط رأياً ولا تعمم.. إن الحكيم ليس من يعرف الخير والشر بل الحكيم الذي يعرف خير الخيرين وشر الشرين.. إن الحكيم يعرف إن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح وجواز ارتكاب المفسدة الصغرى لتحقيق مصلحة كبرى والمشقة تجلب التيسير. إن الرأي والحكم والقرار سيتغير بتغيّر ظرف الزمان والمكان والأشخاص فلا يوجد أفضل أو أسوأ بل العبرة بالمخرجات والنتائج. كتبت بالقيادة: أركان القيادة بين التراث الإسلامي والتجربة الأمريكية و15 مبدأ للقيادة عند الملك عبد العزيز، وقد خرجت بخلاصة أهمها: إذا كنت قائداً لا تكن حدياً وكن عميقاً فتكون نسبياً وسطياً قنوعاً وطموحاً في آن معاً فتكسب نفسك وتكسب الآخرين والثانية إن من عجز عن قيادة نفسه فهو عن قيادة أسرته أعجز ومن عجز عن قيادة أسرته فهو عن قيادة المنظمات أعجز. أيها السعوديون.. كن نسبياً كي تحب زوجتك ووطنك.. كل عام وأنتم والجنادرية والعرضة والبيرق وراعي البيرق بألف خير.
إنشرها