Author

معوقات تخفيف الوزن

|
بات تأثير الوزن الزائد في الصحة من الأمور التي يعرفها معظم الناس، في صحة القلب والأوعية الدموية، وأمراض ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع مستويات الكولسترول، وداء السكري وغيرها من الأمراض المزمنة التي تغير مجرى حياة أي إنسان وتجعلها رهينة مضاعفات هذه الأمراض وخطرها على الصحة. وتنتج السمنة عن بعض العادات السائدة بين الناس، والتي يمارسها أغلبنا غير منتبهين إلى تأثيرها في وزن الجسم، ومساهمتها في زيادته بشكل مستمر. إن الأشخاص الذين يشاهدون التلفزيون لمدة (1- 2.5 ساعة) يومياً يكونون عرضة لزيادة الوزن، فعندما تجلس لتشاهد التلفزيون، فأنت في حالة سكون تام، ومعدل ضربات القلب وضغط الدم ومعدل الأيض يتباطأ بينما تشاهد التلفزيون بصورة أكثر مما لو كنت جالساً في كرسي لا تفعل شيئاً، وهذا الانخفاض ينتج عنه انخفاض حرق السعرات الحرارية من 20 إلى 30 سعرة حرارية في الساعة، فإذا كنت تشاهد التلفزيون لمدة خمس ساعات يومياً، فهذا يعني اكتساب أكثر من نصف كيلوغرام شهرياً، ناهيك عن عدد السعرات الحرارية الموجودة في رقائق البطاطا أو البوشار وغيرها من المأكولات التي تتناولها أثناء مشاهدة التلفزيون. لذلك وحتى تحافظ على وزنك ضمن المعدلات المقبولة، لا تأكل أثناء مشاهدة التلفزيون، لأنك لا تلاحظ كمية الطعام الذي تتناوله بسبب تركيزك على مشاهدة التلفزيون، واستعض عن الأكل بمضغ العلكة،أو ممارسة بعض التمارين لإشغال نفسك عن الرغبة في تناول الطعام. وتشير الأبحاث إلى أن الناس غالباً ما يكتسبون وزناً بمعدل (2-3) كيلوغرام خلال السنتين الأوليتن من الزواج، وتتأثر النساء بعادات تناول الطعام أكثر من الرجال، من حيث نوع الطعام وطريقة تناوله فالشخص الأعزب قد يهمل تناول بعض وجبات الطعام، أو يتناول وجبة خفيفة وسريعة، ولكن بعد الزواج يتناول الأزواج وجبات أكبر وأطباق متعددة متنوعة. وللحفاظ على الوزن يجب الاستعانة بالتأثير الإيجابي للزوجين كل على الآخر، وممارسة التمارين الرياضية معاً، والعمل على تحضير وجبات خفيفة قليلة السعرات من الأطباق المفضلة للزوجين والسلطات معظم أيام الأسبوع. يعتقد الناس أن التعرض للضغوط النفسية والتوتر يزيد من حرق السعرات الحرارية، وعلى الأرجح، هذا ليس صحيحاً، فالتوتر يزيد من إنتاج الجسم لهرمون الكورتيزول، الذي يوجه الجسم إلى المحافظة على الوزن، تخزين مزيد من الدهون في البطن. (الدهون ترتبط بمرض السكري، وارتفاع الكولسترول في الدم ومشاكل صحية أخرى) ناهيك عن كون الكورتيزول يزيد الشهية، خاصة الأطعمة الحلوة والدهنية، فالشخص الذي يقع فريسة للتوتر والضغوط النفسية تزيد رغبته في الأكل بين الوجبات، وبالتالي اكتساب وزن زائد، فالشخص الذي لا يعاني التوتر أكثر قدرة على التحكم والسيطرة. فإذا كنت تحت تأثير ضغوط نفسية فحاول تغيير ما يمكنك تغييره، وحاول أن تتجاوز وتنسى ما لا يمكنك تغييره. وعندما تشعر أنك متوتر أو ستواجه موقفاً ضاغطاً،أعط لنفسك استراحة. اذهب للمشي لمدة خمس دقائق، أو الجأ إلى مكان هادئ، وأغمض عينيك واستمع للموسيقى في ضوء شمعة معطرة، ستجد أن استنشاق رائحة حلوة يهدئ أعصابك ويريح عقلك، أو تنفس بعمق وفكر لمدة 10 دقائق بأنك في مكان جميل تحبه مما سيقلل من مستويات هرمونات التوتر، فهذا أفضل من المسارعة لتناول الحلويات. ومن العادات السائدة في مجتمعاتنا السهرات الاجتماعية، ورغم أهمية هذه السهرات في تقوية أواصر العلاقات بين الأهل والأصدقاء واستمرار التواصل، إلا أن هذه السهرات غالباً ما ترافقها دعوات العشاء المتأخر، وتناول الحلويات والمشروبات الحلوة، ولا يبقى بعد ذلك إلا الذهاب إلى النوم من دون عمل أي مجهود لحرق الكم الهائل من السعرات التي دخلت إلى الجسم. لذلك من الأفضل أن تقتصر هذه السهرات على تناول الفاكهة أو المأكولات قليلة السعرات الحرارية. والأهم من ذلك، عدم الإكثار من تناول الطعام في ساعات الليل المتأخرة، أو ممارسة أي نشاط بدني كالمشي. وخلصت بعض الدراسات الطبية إلى أن كثيرين يتناولون بضع مئات زائدة من السعرات الحرارية في اليوم الواحد في أشهر الشتاء. وهذا ينطبق بشكل خاص على الأشخاص الذين يعانون الاضطرابات العاطفية الموسمية (seasonal affective disorder SAD) ، التي تتميز بالطاقة منخفضة، والحزن، والتهيج أو الإعياء خلال أشهر الشتاء. (ووفقا لمستشفى مايو كلينيك، يعاني 20% من الأميركيين أعراض SAD خفيفة إلى شديدة). وعندما تقصر ساعات النهار فإن مستويات المواد الكيميائية كالسيروتونين والدوبامين في الدماغ تقل، مما يسبب قلة النشاط والرغبة الشديدة في تناول الكربوهيدرات والحلويات. وللتخفيف من تأثير هذه الظاهرة يجب زيادة فترة التعرض للضوء كالسير على الأقدام لمدة ثلاثين دقيقة في ساعات الظهر والشمس في منتصف السماء. وإذا لم يتحسن الوضع، فيمكن استخدام ضوء قوي، مما يساعد على تحسين المزاج وعادات تناول الطعام. أما ممارسة الرياضة فتساعد على حرق السعرات الحرارية الإضافية، وترفع مستويات هرمونات السيروتونين والدوبامين. ويُنصح بتناول الأطعمة التي تحتوي على هرمون السيروتونين (هرمون الرشاقة والسعادة) والمتوافر في الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة. وخلصت أبحاث أجريت في جامعة شيكاغو إلى أن قلة النوم (المقصود هنا هو الحرمان المزمن من النوم) تحدث دماراً في عملية التمثيل الغذائي metabolism، مما يجعل الدهون تتراكم في الجسم. كما يؤدي الحرمان من النوم إلى زيادة مقاومة الجسم للأنسولين (لا يستخدم الجسم السكر في الدم بشكل سليم، مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بداء السكري) وانخفاض في مستويات هرمون ليبتين (الهرمون الذي يساعد على الشعور بالشبع)، وكل هذه التغيرات الهرمونية تساهم في زيادة الوزن. لذلك يجب التوقف عن السهر الطويل وعدم النوم ساعات كافية، ولا داعي للعمل ليلاً حتى وقت متأخر، بل يجب التخطيط لإنجاز العمل خلال ساعات النهار. وللحصول على قدر كاف من النوم، اضبط المنبه على وقت الاستيقاظ، وابدأ بتقديم موعد نومك ربع ساعة في الأسبوع، حتى تصل للوقت الكافي من النوم. وتشير الأبحاث إلى أن معظم الناس تزيد أوزانهم ويأكلون مزيدا من الطعام في الأماكن ذات الإضاءة القوية، فالإضاءة الساطعة تجعل بعض الناس يشعرون بمزيد من النشاط، مما قد يؤدي بهم لتناول الطعام بشكل أسرع ويفقدون قدرتهم على السيطرة أنفسهم على بأكل كميات طعام أكثر من حاجتهم. احتفظ بالطعام بعيداً عن ناظريك لأن وجود الطعام بالقرب منك يجعلك تأكل أكثر. وتشير الأبحاث إلى أن الأطعمة الموجودة على الرفوف السفلية في خزائن المطبخ تؤكل قبل الأطعمة الموجودة على الرفوف العليا. وإذا كنت تأكل الطعام أثناء الجلوس إلى المائدة، فأنت تأكل أقل مما لو كنت تأخذ طعامك عن الفرن مباشرة. وأخيرا، من المعروف أن الناس يتناولون مزيداً من الطعام عند الاستماع إلى الموسيقى، لذلك حاول تناول الطعام في صمت، فوجود التلفزيون أو الموسيقى يعتبر عاملاً مشتتاً أثناء الجلوس إلى مائدة الطعام، مما يؤدي إلى البقاء فترة أطول وتناول مزيد من الطعام.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها