Author

جيل الألفية

|
يجمع الباحثون في دراسة القوى العاملة في أي سوق على تسمية من ولدوا بعد عام 1980 بجيل الألفية the Millennials  هذه التسمية أتت بسبب اختلافات معقدة وبسيطة مع الأجيال السابقة تجاه طرق التواصل المختلفة تماما وأخلاقيات وقيم العمل تتفاوت في تطبيقها مما يعجل في الواقع بتحول ثقافي واجتماعي، كان لزاما على المديري من الأجيال السابقة احتوائها والتعامل العقلاني مع هذه الاختلافات وتهيئة بيئة العمل المناسبة لرفع أدائهم الوظيفي والإنتاجي. من ينتمي إلى هذا الجيل يتميزون بأنهم منفتحون تجاه الثقافات الأخرى وهم موهوبون وتلقوا تعليما جيدا ويدفعهم تحقيق الإنجازات  وحتى جيل الألفية يختلف عن الأجيال السابقة اختلافا شديدا بما حملته العولمة من خصائص مشتركة في جميع مناطق العالم وأقصد بذلك الدول الصناعية المتقدمة والنامية والعالم الثالث فتكونت صفات مشتركة فيما بينهم، فيما يلي بعض خصائص هذا الجيل: التأخير لا يحتمل، كثرة استخدامهم للإنترنت والبريد الإلكتروني جعلت عالمهم يسير بوتيرة أسرع فهم قليلو الصبر في الغالب.  آباؤهم من الأجيال السابقة عودوهم على البعد عن الفشل وأن هناك مكافأة عن كل نجاح. فهم عادة ما يبتعدون عن المخاطر. يحتاجون إلى وصف واضح للمهام الوظيفية ومن الذين يهتمون بالمهام الملقاة إليهم أكثر من المسمى الوظيفي أو حتى الراتب أحيانا.  بما أنهم ترعرعوا أثناء الثورة الرقمية فهم دائما يكونون متصلين مع بعضهم، وأصبح الأنترنت والهاتف الجوال أسلوب حياة أكثر من أن تكون كماليات.  الانترنت يثير اهتمامهم أكثر من التلفاز. ما تعمله أكثر أهمية مما تتعلمه (لأن المعلومات تتغير باستمرار وليست ثابتة) هم بارعون في عمل أكثر من مهمة في الوقت نفسه (فتجد أحدهم يتصفح الإنترنت ويكتب التقرير الذي تم طلبه من مديره ويستمع إلى الموسيقى في الوقت نفسه). يفضلون حل المشاكل عن طريق التجربة والخطأ. لماذا أذكر هذه المعلومات هنا لأن هذا الجيل يواجه صعوبات في التكيف مع عادات عمل الأجيال السابقة، على الرغم من أنهم متعاونون إلى أقصى درجة لكنهم لا يحبون تلقي الأوامر بطريقة ديكتاتورية وغالبا ما يكون ولاؤهم لأنفسهم أكثر من المؤسسة التي يعملون لديها وينظرون إلى أي وظيفة على أنها خطوة لفرصة أفضل في المستقبل.  أين تكمن المشكلة ؟ تكمن المشكلة حينما يستخدم المديرون الحالون طرق التحفيز العادية التي قد لا تتناسب مع من ينتمون إلى هذا الجيل فميليون إلى التسرب الوظيفي والتنقل بين الشركات والمؤسسات في مدة قصيرة حتى اعترف أحدهم إنه تنقل في أكثر من ثلاث وظائف بشركات مختلفة خلال سنة واحدة لينال مراده ولا يجد في ذلك إشكالا مطلقا.هناك  100 ألف سعودي يدخلون سوق العمل سنويا معظمهم من جيل الألفية بعاداتهم الجيدة والسيئة وسيكون من الصعب على أرباب العمل تبنيهم والاحتفاظ بهم إلا بإرادة قوية في توفير البيئة اللازمة لتحفيزهم إلى الإنتاج وفق أعلى المعايير. بقي أن أشير إلى الحلول في التعامل مع هذا الجيل وبالطبع الطريقة المثلى لإلهامه وتحفيزه: كن قائدا ولا تكون مديرا، احترم ما يقدمونه من أفكار حتى وإن لم تكن ناضجة. لا تهتم بالتركيز على المسمى الوظيفي لكل شخص، بقدر الاهتمام بتعريف ووصف المهام الوظيفية بوضوح والتأكد أنهم قادرون على أن يوظفوا تلك المهام في تحقيق أهداف المؤسسة أو الشركة. أعطهم الفرصة لإكمال تعليهم من خلال الدورات العلمية والورش العملية والمؤتمرات المحلية والدولية, لأنهم دوما يتطلعون إلى تطوير أنفسهم ويحبون الاشتراك في مشاريع ومهام جديدة. حول إشراكهم في كيفية تشغيل الشركة وتحسين الأداء الوظيفي ومستوى الإنتاجية. تجنب أن تكون صارما معهم في تسجيل الحضور والانصراف, بل قابل ذلك بقياس مستوى الإنتاجية لكل فرد وتفاعله مع تطلعات الشركة. قد تختلف بعض الصفات المذكورة وكيفية التعامل مع هذا الجيل من مجتمع إلى مجتمع لكنها تتقارب كلما تقدم الزمن للوصول إلى أعلى سلم العولمة. هل أنت مستعد للتغير ؟!

اخر مقالات الكاتب

إنشرها