Author

أين دور البنوك في الأزمات؟!

|
في حال الأزمات يتنافس مواطنو ومؤسسات الدولة الحكومية والأهلية في وضع بصمات تاريخية للتعبير عن إسهاماتهم، فعلى سبيل المثال لا الحصر، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وانهزام ألمانيا، ألزمت حكومة ألمانيا الغربية البنوك على تحمل مسؤولية إعمار البلد، لذا فقد تعهدت البنوك بدعم بناء المئات من المجمعات السكنية والتجارية، وبيعت للمواطن الألماني بأسعار شبه رمزية، والمنطق نفسه في دول أوربية أخرى. أما الولايات المتحدة الأمريكية فهنالك قرابة 0,2 في المائة تؤخذ من البنوك وتعطى للمؤسسات الخيرية والجامعات والخدمات العامة، هذا غير الضرائب العالية التي تدفعها البنوك للحكومة الفيدرالية. أما في هذا البلد المعطاء، فقد مرت بعض الأزمات وآخرها سيول جدة، فوجدنا إسهام ألوف المواطنين بجهود تاريخية في إسعاف المتضررين ماعدا بنوكنا الصامدة!!، فلا يزال وضعها مبنيا على قاعدة: جدة غير، وبنوكنا بخير ولا لنا شغل أو اهتمام بالغير... فالبنوك السعودية حسبما وصفها وزير الخزانة الأمريكية: عبارة عن (خزانات)، وبحكم تورع المواطنين من أخذ الفوائد لديها أو الأرباح السنوية ونحوها، وكذلك عدم وجود ضرائب حكومية عليها، لم نشهد إسهاما للبنوك السعودية في الأزمات أو دعم المرضى أو مساعدة البحوث الجامعية فقد عبر خبير الأعمال الإغاثية السعودية، د. عبد الرحمن السويلم، رئيس الهلال الأحمر سابقاً وعضو مجلس الشورى في إحدى المحاضرات في 8/2/1430هـ، أن إسهامات البنوك السعودية في دعم العمل الخيري ((يندى لها الجبين)). ومن المؤسف أيضاً أن البنوك كانت سبباً في تأخر صرف المساعدات الموجهة من وزارة الشؤون الاجتماعية وبصفة عاجلة (16 مليون ريال) لمتضرري السيول في جدة، حتى بعد إجازة العيد، فهل هذا هو التجاوب المفروض في الأزمات يا بنوكنا الوطنية؟! والعجيب والغريب أن بنوكنا على النقيض من ذلك قد كانت السبب في الأزمات التي مر بها المواطن السعودي أثناء انهيار الأسهم (2006م) فكان دورها في تلك الأزمة أشبه بالمنشار، حيث حصلت على الأرباح في كلتا الحالتين، بل وصل الأمر أن بعض المساهمين وبسبب ديون تلك البنوك، أصبحوا دون بيوت تؤويهم وذويهم. وحتى نفعل دور البنوك نحتاج إلى وجود أنظمة قد تتبناها بعض الجهات التشريعية، كمجلس الشورى أو مؤسسة النقد العربي السعودي، تلزم فيها البنوك بدفع جزء من الأرباح لأغراض الأعمال الخيرية والتنموية. وأن يكون هنالك وسام تقديري سنوي يعطى للبنك الذي له إسهامات وطنية.
إنشرها