Author

في ندوة لم أحضرها .. الصحافي ما له وما عليه!

|
في ندوة لم أحضرها .. لأني لم أدع إليها .. نظمت هيئة الصحفيين السعوديين ندوة تحت عنوان ''الصحافي ما له وما عليه'' شارك فيها الدكتور حمود البدر عضو مجلس الشورى، والدكتور هاشم عبده هاشم رئيس تحرير ''عكاظ'' سابقا وعبد الرحيم باوزير المستشار القانوني أمين عام لجنة النظر أو المخالفات الصحفية في وزارة الثقافة والإعلام، وأدارها صالح الشيحي الكاتب في جريدة ''الوطن''. وفي الخبر المنشور عن الندوة في اليوم التالي لانعقادها أنها تأتي في نطاق النشاط ''المنبري'' للهيئة .. وكلمة منبري مشتقة طبعا من منبر .. ومعناها ندوة كلام .. وما أكثر المنابر في بلادنا، وما أكثر الكلام .. ولا أدري ما التوصيات التي نتجت عن هذه الندوة .. ولكنها لو صدرت فلن تنتهي إلى قرارات ملزمة لأحد! ولو سمح لي الزملاء الأعزاء، مع احترامي الكامل لما بذلوا من جهد، فإنني كنت أود أن تناقش هذه الندوة محورا مهما فضلا عن المحاور التي نوقشت. هذا المحور يكون عن معاش الصحفي أو الكاتب بعد أن يستنفد أغراضه ويحال إلى المعاش .. أو يتم فصله بسبب أو لآخر .. أو حتى يموت .. إنه يخرج إلى الشارع أو القبر دون أن يترك لأولاده موردا للرزق، كما حدث مع الكاتب والصحفي الصديق يعقوب إسحاق.. وكما سيحدث لي أيضا .. فأنا كاتب من منازلهم أو بالقطعة أو ''فري لانسر'' بالإنجليزية .. أتقاضى أجرا على ما أكتب .. ولا تلتزم الصحيفة التي أكتب فيها بأي أعباء أخرى .. مع أن الكتابة تستحق بدل مكتبة أي مبلغا يغطي نفقات الكاتب في بند شراء الصحف والكتب ومصروفات السفر .. وفي بلاد أخرى منها ''مصر'' مثلا، يصرف للكاتب والصحافي بدل تثقيف، وبدل سفر وبدل علاج، ثم ما هو أهم، معاش إما من نقابة الصحفيين إذا كان معينا وإما من اتحاد الكتاب إذا كان مثلي يعمل بالقطعة .. ومن الممكن أن يجمع بين معاشين .. فهل تعقد الهيئة اجتماعا آخر يناقش قضية المعاش؟ إن الكتابة في كل زمان ومكان مهنة خطرة .. قد تؤدي بصاحبها إلى السجن أو الموت كما حدث مع ''المتنبي''، ومع ''أبو نواس'' ومع ''بشار بن برد'' ومع ''الجاحظ'' ومع ''التوحيدي'' كلهم ماتوا بلا معاش .. وهذا تقصير من التاريخ في حقهم .. وربما في حقنا أيضا.
إنشرها