Author

جامعة الإمام وخريجوها.. د. عبد اللطيف الحديثي كمثال!

|
لم أحاول طيلة تواصلي مع الصحافة لسنوات أن أكتب عن موضوع خاص أو ذي علاقة مباشرة أو غير مباشرة بأسرتي وأرى في ذلك نوعاً من الخروج عن نواميس الصحافة وقواميسها، ولكن ما تتالى علي من اتصالات شخصية ومباركات عدة لما تحقق لأخي الدكتور عبد اللطيف إبراهيم الحديثي من إنجاز علمي يتواءم مع متطلبات العصر الحديث ومتطلباته، وقد أثار ذلك في نفسي ما كنت ألاحظه منذ زمن وهو امتياز وتميز الكثير من خريجي جامعة الإمام بفروعها المختلفة، ولقد راقبت أثناء دراستي الثانوية في مدرسة اليمامة في الرياض أن بعض الطلبة الذين يلتحقون بالدراسة معنا كانوا أكبر منا سناً وكانوا يواصلون الدراسة ليلاً ونهاراً في ثانوية اليمامة، وقد عجبت أشد العجب لحرص هؤلاء على انتهال العلم بالرغم من أنني أعرف أن البعض منهم يواصل دراسته في جامعة الإمام ويريد أن ينوع دراساته عن طريق الالتحاق بالتعليم الجامعي في جامعة الملك سعود متوائماً مع دراسته في جامعة الإمام أو معهد إمام الدعوة بعد الحصول على الثانوية العامة. ولو درست أسماء المبرزين من أؤلئك الذين اجتمع لهم العلم الشرعي والعلوم الحياتية الأخرى لعلمت الكثير ولأصابك مثلي الكثير من الدهشة أن جامعة الإمام ومعاهدها سابقة في توثيق صلة هؤلاء بالدراسة الجامعية الأخرى وانفتاحهم على مشارب أخرى من حقول التعليم الحياتية مثل الإدارة والاقتصاد بل الطب والهندسة لبعضهم وأتمنى على جامعة الإمام أن تبرز في إحدى مناسبتها أؤلئك المبدعين من أبنائها الذين سارت بهم السبل إلى مشارب أخرى في الحياة وهم كثر ومنهم من يتحفنا ببعض المقالات الأدبية الرائعة والأفكار الاقتصادية ومنهم على المسرح العالمي مثل سليمان الحربش أو بعض الأطباء المميزين والمهندسين الذين حصلوا على درجة الدكتوراه في الهندسة من أكبر الجامعات الأمريكية كبريكلي ووستا نفورد، كما أن القيادات على مختلف الأصعدة هم من هذه الجامعة مثل سماحة المفتي وسماحة الشيخ صالح اللحيدان ورئيس مجلس الشورى ووزير الشؤون الإسلامية وأعضاء هيئة كبار العلماء والإفتاء والمحكمة العليا، والشيخ محمد بن جبير - رحمه الله - والشيخ محمد بن عثيمين والدكتور عبد الله العثيمين والدكتور علي النملة، وكثرة أخرى لا يتسع المجال لذكرها، إن الحزن ليصيبني عندما تتعرض مؤسسة كبيرة مثل جامعة الإمام أدت لهذا الوطن وما زالت كثيرا من الخدمات وأخرجت صفوفاً طويلة من القضاة والعلماء والأدباء والمبرزين في مناشط الحياة كافة أن تتعرض لكثير من النقد والتجريح، ولكنها تسير على الدرب وما زالت تؤتي أكلها الطيب دون الالتفات إلى هذه الأصوات النشاز التي نسمعها من وقت إلى آخر ـ وأعود إلى موضوع الأخ الدكتور عبد اللطيف الحديثي بصفته أحد خريجي فرع جامعة الإمام في عسير قبل اندماجها مع جامعة الملك خالد في عسير، وقد أبلى مع زملائه بإنتاج مبدع وتخصص في حقل صعب وحديث وهو التسويق وابتعث إلى بريطانيا جامعة هال وحصل على درجة الدكتوراه بعد أن أعد أطروحته للدكتوراه في موضوع بالغ الصعوبة والتعقيد وهو تأثير تصميم المواقع الإلكترونية على قبول خدمات الإنترنت البنكية في المملكة، وذلك داخل تخصصه الرئيس التسويق. والجدير بالذكر أنه استطاع أن يكمل دراسته للحصول على درجة الدكتوراه بعد اجتياز اللغة الإنجليزية التي لم يكن يجيدها سابقاً في وقت قياسي حقق له المعجزة في أن يدخل إلى قاموس عويس من اللغة الفنية والمتخصصة التي لا يجيدها إلا الراسخون في العلم الحديث، فقد تجاوز الدكتور عبد اللطيف صعوبة اللغة وتعقيد اللغة الفنية في شبكة المعلومات ''الإنترنت'' وحقق سبقاً أكاديميا بارزاً يضاف لإنجازات الطلاب السعوديين المبتعثين، حيث أجازت لجنة المنافسة أطروحته دون تعديل في سابقة قد تكون الأولى لرسالة دكتوراه في الجامعة نفسها ـ ويميز الرسالة تطبيق بحث جديد لم يطبق من قبل في تغيير تقنيات المواقع الإلكترونية وتقديم الخدمات عبر الإنترنت. وقد أشاد المشرف على مركز الأبحاث في جامعة هال البروفيسور فيليب كتشن بالتميز العلمي للمبتعث في نشر الأبحاث في المجلات العلمية المتخصصة والمشاركة في المؤتمرات الدولية، حيث حصل على جائزة التفوق في مؤتمر الإبداع الدولي 2009م الذي أقيم في بريطانيا وحقق بحثه المقدم للمؤتمر جائزة من بين 160 بحثا قدمت للمؤتمر من دول شتى شاركت في هذا المؤتمر في مقدمتها الولايات المتحدة - بريطانيا - فرنسا - أستراليا - كندا -ماليزيا ـ كما شارك أثناء دراسته في تدريس اللغة العربية للراغبين واشتغل في بعض المناشط الإنسانية ـ وقد كان للتربية الصالحة لوالديه وأسرته وحفظه للقرآن الكريم كاملاً في وقت مبكر وإمامته لمسجد سيدي الوالد فضيلة الشيخ إبراهيم الحديثي - رحمه الله - في أبها الأثر الأكبر بعد توفيق الله لما تحقق له من نجاح ـ إننا جميعاً نفتخر بما يحققه أبناؤنا وبناتنا في جامعاتهم الدولية والمحلية، وما إنجازات أبنائنا وبناتنا في كل أنحاء العالم وفي الوطن عنا ببعيد. والله الموفق.
إنشرها