Author

كيف ستتأثر شركة الاتصالات السعودية؟

|
أعلنت شركة الاتصالات السعودية أخيرا عن نتائج طرح 30 في المائة من أسهم شركة ماكسيس الماليزية للاكتتاب العام في سوق الأوراق المالية الماليزية، حيث تراوح سعر الطرح ما بين 4.75 و5 رينجت ماليزي تمت تغطيته بالكامل، في حين بلغت قيمة متحصلات الاكتتاب نحو 11.2 رينجت ماليزي ستذهب مباشرة إلى حسابات شركة بيناريانج القابضة التي تملك فيها شركة الاتصالات السعودية نسبة 25 في المائة من أسهمها. على الرغم من صدور عدة بيانات من شركة الاتصالات السعودية حول هذا الطرح، إلا أن جميع هذه البيانات لم توضح الأثر المالي المترتب لهذا الطرح على شركة الاتصالات السعودية (تحديداً أثر ذلك على إيراداتها وأرباحها تماشياً مع لائحة التسجيل والإدراج الصادرة من هيئة السوق المالية)، وأعتقد أن هذه المعلومات هي من أبسط حقوق مساهمي الشركة، وهو ما سأحاول توضيحه هنا بهدف فهم عملية الطرح وتأثيراتها المتوقعة. بداية، يجب ملاحظة أن شركة بيناريانج هي التي قامت ببيع 30 في المائة من أسهم شركة ماكسيس، وبالتالي انخفضت حصة ملكية «بيناريانج» في ماكسيس من 100 في المائة إلى 70 في المائة، وهو ما يعني أنه على الرغم من احتفاظ شركة الاتصالات السعودية بحصتها في «بيناريانج» عند 25 في المائة إلا أن حصتها غير المباشرة في «ماكسيس» انخفضت من 25 في المائة إلى 17.5 في المائة. المهم أنه نتيجة لاحتفاظ «بيناريانج» بمتحصلات الاكتتاب لتمويل توسعاتها المستقبلية، فإن شركة الاتصالات السعودية لن تسجل أي أرباح نتيجة لهذا البيع، وهذا إيجابي لأنه في حال قبض متحصلات البيع فإن الاتصالات السعودية قد تجد نفسها مضطرة إلى تسجيل خسائر محققة ولو بنسبة بسيطة بسبب أن تكلفة شراء أسهم «ماكسيس» عند إتمام الصفقة قبل عامين لا تزال أعلى من سعر الطرح الأخير. المهم أنه نتيجة لانخفاض الحصة غير المباشرة لـ «الاتصالات السعودية» في «ماكسيس»، فمن المؤكد أن إيراداتها وأرباحها من السوق الماليزية ستنخفض بالنسبة نفسها اعتبارا من الربع الرابع 2009م في حين سيعتمد تعويض هذا الانخفاض بدرجة كبيرة على نجاح توسعات «بيناريانج» في الأسواق الهندية والإندونيسية وهو أمر من المتوقع أن يستغرق فترة زمنية طويلة قد تصل إلى سنوات بحكم صعوبة المنافسة في هذه الأسواق التي وصل عدد المشغلين فيها أرقاماً كبيرة إضافة إلى المستويات الضعيفة لكل من الدخل وهوامش الربحية. في السياق نفسه، يجب أن أشير إلى أن هذا الطرح سيمكن شركة الاتصالات السعودية من تخفيض رصيد الشهرة الناتجة من صفقة الاستحواذ على «بيناريانج» والتي بلغت نحو عشرة مليارات ريال كما هو ظاهر في القوائم المالية للشركة (مبلغ كبير نسبياً لصفقة استحواذ قيمتها 11.4 مليار ريال)، وهي بلا شك فرصة ذهبية من المتوقع أن تستغلها شركة الاتصالات السعودية أيما استغلال، خصوصاً إذا ما تم تداول سهم «ماكسيس» في السوق بسعر يزيد كثيراً عن سعر الطرح وهو ما سنترقبه خلال الأيام القليلة المقبلة.
إنشرها