Author

ملك الإنجازات الإنسانية والجوائز العالمية

|
نال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز تقدير العالم بحصوله على عديد من الجوائز والألقاب العالمية في هذا العام وقبله من الأعوام التي تولى فيها سدة الحكم في هذه المملكة الفتية، وبالأمس أجرت مجلة فوربز الأمريكية استقصاء عالميا احتل فيه الملك عبد الله المركز الأول بالنسبة للشخصيات العالمية الأكثر نفوذاً ورشداً في إدارة شؤون الموارد المالية، كما احتل المركز التاسع بين 67 قيادياً أكثر تأثيراً في العالم. وتعد مجلة فوربز الأمريكية من المجلات ذات المصداقية العالية على مستوى العالم، لأن هذه المجلة وقليلا غيرها من المجلات العالمية حينما تطرح موضوعاتها للبحث والنشر، وبالذات تلك الموضوعات المتعلقة بتقييم القيادات العالمية، إنما تختار أكثر المناهج شفافية ونزاهة حتى تخرج الموضوعات على درجة كبيرة من الحيدة والموضوعية. ومن الموضوعات المهمة التي طرحتها في الأسبوع الماضي موضوع الشخصيات العالمية الأكثر نفوذاً وتأثيراً في العالم.وكعادتها انتقت فوربز أدواتها لإجراء استقصائها على 67 شخصية، بحيث يمثل كل واحد منهم 100 مليون شخص من سكان الأرض، وبذلك يكون الـ 67 شخصاً ممثلين لكل سكان كوكب الأرض الـ 6.7 بليون نسمة. والواقع أن هذا الموضوع له أهمية عالمية خاصة إذا نظرنا إلى مفهوم ''النفوذ'' الذي أرادت المجلة أن توصله إلى قرائها في كل أنحاء العالم.إن النفوذ الذي تعنيه المجلة ليس هو المفهوم التقليدي لمفهوم النفوذ السياسي، وهو استخدام القوة الباطشة ـ بغير وجه حق ـ ضد الآخرين، وإنما هو الصفة القيادية التي استخدمت السلطة لتحقيق مجموعة من الإنجازات التي أثرت في مسيرة الإنسانية وحققت للمجتمع الدولي مزيداً من التنمية والرخاء والبناء.وإذا نظرنا إلى المشهد العالمي الآن نجد أن الموضوع غاية في الأهمية، لأن العالم في كثير من مجالات الحياة مملوء بالأزمات بسبب القرارات الخاطئة التي اتخذتها مجموعة من القيادات التي قدر لها ـ في غفلة من الزمن ـ أن تمتلك حق إصدار القرارات الدولية. ولذلك لا ننكر جميعاً أن المجتمع الدولي يعاني أزمات كثيرة تعرض لها في العقدين الأخيرين منها الحروب المندلعة في كل أنحاء الكرة الأرضية، ومنها التلوث البيئي المنذر بنتائج وخيمة على استمرار الحياة فوق هذا الكوكب، ومنها شح المياه والغذاء، ومنها انتشار المخدرات في العالم على نطاق واسع، وأخيراً ورطة الاقتصاد الدولي في الأزمة المالية العالمية. لا شك أن هذه الأزمات لم تكن لتقع لولا ضعف وقصور القيادات التي قدر لها أن ترود العالم وتتخذ القرارات في هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا المعاصر.إذن الموضوع يناقش أداء القيادات والزعامات العالمية في فترة عصيبة تعج بالمشاكل والأزمات، ولذلك فإن مجلة فوربز أرادت أن تكافئ القيادات العالمية صاحبة القرارات ذات البعد الإصلاحي والتنموي، وتقول لهم شكراَ على إنجازاتكم التي استحقت شكر واحترام كل من يعيش فوق كوكب الأرض. ولكي تصل مجلة فوربز العالمية إلى صيغة موضوعية مناسبة تعطي مفهوماً عالمياً جديداً لمصطلح ''النفوذ'' اختارت المجلة أربعة محاور رئيسة يدور حولها البحث وهي : حجم تأثير الشخصية في كل أطياف المجتمع الدولي، ثم مدى رشد الشخصية في إدارة ثروات الأمم، كذلك سعة وحجم نفوذ الشخصية لعدد من المجالات الإنسانية.وبعد أن وظفت المجلة أدواتها الموضوعية توصلت إلى نتائج بعيدة الأبعاد، ففي المراكز العشرة الأولى فاز رؤساء ثلاث دول هي المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الصين بجوائز ثلاث، بمعنى أن هذه الدول الثلاث هي الدول الأكثر نفوذاً وتأثيراً في العالم، وطبعاً جميل جداً أن تكون المملكة العربية السعودية إحدى هذه الدول.وبالنسبة لمحور الرشد في إدارة أهم وأكبر الثروات المالية، فإن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز احتل المركز الأول، بينما احتل الرئيس الأمريكي باراك أوباما المركز الأول في الاستقصاء ككل، وجاء في المركز الثاني الرئيس الصيني هو جينتاو، ثم رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين وتوالت الأسماء من كل أنحاء الدنيا حتى احتل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله المركز التاسع من بين 67 شخصية قيادية على مستوى العالم. والحقيقة أن الملك عبد الله بن عبد العزيز نال هذا التتويج العالمي بعد سلسلة من التتويجات والجوائز العالمية التي حصل عليها نتيجة لحسن إدارته ومساهماته في مجالات كثيرة ومتعددة سواء على الصعيد المحلى أو الإقليمي أو العالمي، وقبل هذا التتويج الذي قدمته لجلالته واحدة من كبرى المجلات العالمية المتخصصة حصل الملك عبد الله على كثير من الجوائز العالمية ومنها حصول جلالته في هذا العام على جائزة برشلونة ميتينج بوينت لامتلاكه روح المبادرة التي تمثلت في قيامه بإنشاء مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، التي ستكون السبيل إلى انتقال المملكة إلى مجموعة الدول المتقدمة، ونعلم جميعاً أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله شارك في عديد من اجتماعات مجموعة العشرين التي تضم العشرين دولة الأكبر اقتصادياً على مستوى العالم، ولعل أهم ما خرجت به مجموعة العشرين من قرارات هي مجموعة القرارات التي أنقذت الاقتصاد العالمي من الأزمة المالية العالمية بأقل الخسائر الممكنة. وقبل ذلك فإن المملكة العربية السعودية تحتل مكانة مهمة على الصعيد العالمي حيث تطرح مشروع حوار الأديان على طاولة كل دول العالم وبرعاية كاملة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وهو أكبر مشروع ثقافي تلتف حوله كل الفعاليات الثقافية في العالم، كما أن المملكة تحتضن أقدس بقعة على الأرض، بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف، كما تزدهر فيها مؤسسات التقنية والبحث العلمي وتنتشر الجامعات بتخصصاتها العلمية النادرة والمعاهد العليا والأندية الأدبية والأكاديميات المتخصصة في كل مجالات الحياة الدينية والعصرية.لهذا كله وغيره من الإنجازات المحلية والدولية حصل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على تقدير العالم وتقدير كثير من المؤسسات السياسية والاقتصادية والعلمية العالمية. والتهنئة موجهة لجلالته ولكل أفراد الشعــب السعودي الأبي.
إنشرها