Author

خالد الفيصل يبحث عن الكاتب .. وعن القارئ!

|
المعلومات التي وصلتني عن مؤتمر الفكر العربي برئاسة الأمير «خالد الفيصل» وصلتني متأخرة .. المؤتمر انعقد في «بيروت» يومي 1/2 تشرين الأول (أكتوبر) ودارت فيه مناقشات مهمة لبلورة الجهود الضرورية واللازمة لخدمة الكتاب .. وكانت نتيجة رصد جائزة قدرها 100 ألف (مائة ألف) دولار تمنح سنويا لأفضل كتاب يصدر في العالم العربي تحت مبادرة شركاء من أجل الكتاب. وانعقد المؤتمر وتوزعت الاجتماعات على ثماني جلسات سبقها افتتاح وأنهاها مؤتمر صحفي وترأسها سمو الأمير «خالد الفيصل» ووزير الثقافة اللبناني الأستاذ « تمام سلام». هذا المؤتمر انحصرت جهوده في بحث ظروف وملابسات الكتاب العربي «وسيط المعرفة» المعترف به تاريخيا وعالميا .. وما يعانيه من مشكلات .. مشكلات الكاتب والناشر والقارئ أيضا. ولأنني أعتبر نفسي قارئا قبل أن أكون كاتبا .. وليس هناك كاتب إلا إذا كان قارئا .. فقد هالتني المعلومات التي صدرت عن المؤتمر .. من هذه المعلومات المؤسفة، بل المؤلمة أن القارئ العربي يخصص 12 دقيقة من وقته للقراءة وقبل أن تظن أنه يخصصها يوميا أو أسبوعيا أو شهريا أقول لك إنه يخصصها سنويا .. تصور 12 دقيقة فقط للقراءة مقابل 12 ساعة سنويا للقارئ الغربي .. وإحصائية أخرى تقول إن في «بريطانيا» يصدر عنوان لكل 500 قارئ وفي «ألمانيا» عنوان لكل 900 قارئ .. وفي العالم العربي عنوان لكل 12 ألف قارئ .. وهذا العدد المتواضع كان موضع شك. ليس غريبا إذن أيها السادة أن نجلس في الصفوف الخلفية من الحضارة .. ومن التقدم .. ومن العلم .. وجهد الأمير المثقف المستنير «خالد الفيصل» موضع تقدير واحترام .. ولكن ماذا نفعل والعربي يضيع وقته في هرش شعره، وطرقعة أصابعه وشرب الشيشة والتفرج على المسلسلات العبيطة التي وصلت إلى 160 مسلسلا في شهر رمضان وحده .. لو كنا أصدرنا بدلا منها كتابا لتغير الحال .. ولكن للأسف يا سمو الأمير الكريم نحن ننفخ في قربة مقطوعة .. ولكن نصف الطريق للنجاح هو الأمل فيه .. فأمل ونحن نأمل معك!!.
إنشرها