default Author

التقنية تكشف الماضي وتحقق الخيال

|
قبل فترة شاهدت فيلما من الخيال العلمي يقوم فيه مركز بحوث باختيار مجموعة من الأشخاص وتصوير حياتهم، وذلك بزرع شرائح في أدمغتهم ''لا أذكر تفاصيل الفيلم بالضبط'' وتصوير حياتهم كاملة والاحتفاظ بنسخة منه ولا يسمح للشخص بمشاهدتها، ولكن أحدهم عندما علم أنه جزء من هذه التجربة قرر مشاهدة الأحداث التي حصلت معه ليتخلص من عقدة إحساسه بالذنب لتسببه في قتل زميله في طفولته, وحصل له ما أراد, تذكرت هذا الفيلم وأنا أطالع نتائج اكتشاف علمي مذهل تمكن فيه علماء أمريكيون من تصميم نموذج يوضح كيفية ظهور الصور المخزنة في دماغ الإنسان، وذلك بتحويل الإشارات العصبية بواسطة أجهزه خاصة تسمى أجهزة الرنين المغناطيسي الوظيفي (FMRI) وتسجيلها في أشرطه وبهذا الاكتشاف سيتمكن العلماء من قراءة ما يختزنه الإنسان في دماغه من ذكريات وصور وأحداث فتخيلوا معي مدى فائدة مثل هذه التقنية، خصوصا في المجال الأمني وفي كشف الحقائق والجرائم أو دراسة أدمغة المجرمين. ولننظر إلى قراءة المستقبل لدى صناع السينما لديهم وعظمة أغلب أفلامهم فابسط فائدة ممكن الحصول عليها هي تحريك العقول , وقارنوها بسطحية ما يقدم في عالمنا العربي من سينما ودراما بلا هدف سوى الربح المادي أو مناقشة قضايا تثير المجتمع بطريقة غير مدروسة ليشتهر الكاتب على حساب قضايا مجتمعه. وهذه الأجهزة (FMRI) مكنت العلماء من فهم كثير من أسرار المخ البشري واستخدام المعلومات التي يحصلون عليها في كثير من الاختراعات العلمية التي تساعد على تسهيل الحياة البشرية وفي علاج أمراض المخ والإعاقات, فمثلا لو كنت في غرفة شديدة الحرارة فبإمكانك تشغيل المكيف بمجرد التفكير في ذلك دون أن تتحرك من مكانك أو تستخدم الريموت كنترول, كما بإمكانك فتح شنطة السيارة بينما يداك محملة بالأغراض بمجرد تخطر الفكرة على بالك, وفي البيوت الذكية تستطيع تحريك وتشغيل الآلات الكهربائية وتكليف الرجل الآلي بكثير من المهام بتواصلك الذهني معه, وكل هذا بواسطة استخدام تقنية (BMI) آلة تتواصل مع العقل البشري فتقوم الآلات بمهامها عندما تفكر بذلك فقط ودون أن تتحدث. ففي عام 2006 تمكنت هوندا باستخدام التقنية السابقة حيث، يقوم الشخص بلبس خوذة خاصة تقوم بقياس التغيرات التي تحدث في الدماغ عند إصدار أمر ما (مثل التفكير في تحريك اليد اليمنى) وتنتقل هذه التغيرات إلى الجهاز فيترجمها ويرسلها لاسلكيا إلى الرجل الآلي فيحرك يده اليمنى, وهذا الإنجاز سيخدم شريحة غالية علينا من أصحاب الإعاقات الذهنية والشلل الرباعي بحيث يستطيعون التعايش مع وضعهم الصحي وخدمة أنفسهم دون الحاجة إلى مساعدة الآخرين, وستكون هذه الاختراعات في متناول اليد في المستقبل القريب.
إنشرها