Author

أولبرايت تلذذت في خداعنا

|
إذا أردنا أن نفلسف الأشياء من حولنا نخلق لها مبررات ونتحول إلى أطفال نوجد مبرراً لكل تصرف أو أننا نتحول كالموهومين بالعظمة الذين يعتقدون أنهم أذكى من الآخرين وأنهم هم الدهات وأنهم قادرون على (قلب الطاولة) في أي لحظة ... كتاب وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت (أقرءوا دبوسي) الذي صدر أخيرا وأقامت معرضاً لنحو 200 دبوس (بروش) ذهبياً قالت إن هذه الدبابيس التي توضع على الصدر للزينة كانت تستخدمها في عملها الدبلوماسي .. وأوردت أنها تعمدت ارتداء بروش على شكل نحلة لتحذر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بأنها قادرة على اللسع. كما أنها تستخدمها للتعبير عن مزاجها أثناء عملها مندوبة لأمريكا في الأمم المتحدة ووزيرة للخارجية في فترة الرئيس السابق بيل كلينتون .. وأيضاً تعمدت وضع بروش على شكل (ثعبان) أفعى لأن صدام حسين الرئيس العراقي الراحل وصفها بأنها أفعى عام 1994م، ووضعت أثناء مفاوضات خفض الصواريخ البالستية مع وزير الخارجية الروسي إيفور إيفانون دبوساً على هيئة سهم لترمز إلى إمكانية صنع أسلحة صاروخية بحجم الدبوس. قد تكون هذه جزءا من الحقيقة, لكنها الآن تسوق المبررات للترويج عن كتابها الذي تهدف دار النشر دار هاربر كولينجر للنشر تسويق الكتاب والمعرض من أجل الربح المالي واستثمارها إعلامياً وتجارياً. أمريكا في حوارها وتحديداً مع العالم ومع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لا تتحاور برمزية النحلة اللسعة كناية عن جناحي النحلة أو تحاور صدام حسين برمزية الأفعى، أو حتى مع وزير الخارجية الروسي ايفانون بأسهم موجهة إليه .. هذه تبريرات لا تحتاج إليها أمريكا ولا وزيرة خارجيتها فأمريكا وأمام العالم أسقطت على المدن اليابانية قنابل ذرية وغزت العراق دون أن تأخذ إذن أو موافقة من الأمم المتحدة وضربت ليبيا والسودان وأفغانستان لمجرد الاتهام .. أمريكا لا تستأذن أحداً سوى نفسها ومصالحها لكن مادلين أولبرايت منذ أن كانت مندوبة بلادها في الأمم المتحدة ووزيرة خارجية زمن كلينتون وهي موصوفة بالخبث والدهاء والمكر والعمل المستمر والمخلص لإسرائيل بسبب جذورها اليهودية وأيضاً للشراكة التاريخية ما بين أمريكا وإسرائيل, لذا هي تعمل من تلك المنطلقات ولا علاقة لها بالدبابيس. أما قضية مزاجها فهي حرية شخصية والغرب يقدر ويعرف الحرية الشخصية والمزاج والحق في (التصابي) في أي سن حتى لو أفرط في التصابي و(الولدنه) أو حتى الاستعراض المبرر تحت أي غطاء دبلوماسي أو إداري. مادلين أولبرايت لم تكن صديقة أو تقيم أي شكل من أشكال الود أو العدالة مع العرب فكانت منحازة إلى حد التبذير مع إسرائيل بل إنها تمارس القسوة بالظلم مع العرب في قضايا إسرائيل والعراق وما الدبابيس إلا فنتازيا وبهرجة دبلوماسية لتخفي وراءها تلك الروح الناقمة والظالمة للعرب والمسلمين.
إنشرها