جائزة الملك عبد الله .. لأفضل كتاب سعودي
عقد في الرياض الأسبوع الماضي مـؤتمر الناشرين العرب الأول برعاية خادم الحرمين الشريفين، مما يدل على مدى الاهتمام بهذا الموضوع من قبل المملكة التي تشهد نهضة معرفية يقودها الملك شخصيا. وفي هذا السياق أود الحديث عن عملية نشر الكتاب في بلادنا التي مرت بمد وجزر وانتهت إلى شبه توقف.. حينما تحمل الناشرون خسائر كبيرة نتيجة عدم وجود أي نوع من أنواع الدعم والتشجيع، إضافة إلى ضعف ثقافة القراءة لدى المجتمع ومع هذه الخسائر لم يسلم الناشرون من النقد الذي يوجه إليهم عبر مختلف وسائل الإعلام من المؤلفين والكتاب والناقدين والمسؤولين أحيانا.. ويوصف الناشر دائما بالجشع مع أن ما يحصل عليه الطابع والموزع أكثر من نصيب الناشر. لكيلا نغفل محاولات الدعم الحكومي السابقة أقول إن قرارا سبق أن صدر بشراء 100 نسخة من أي مؤلف سعودي .. وباشرت وزارة الإعلام تنفيذ ذلك لكنها أغرقت بالغث من المؤلفات .. في ظل عدم وجود ضوابط دقيقة لجودة الكتاب مما أدى إلى إيقاف تنفيذ القرار .. وكي تعود الدولة إلى تقديم هذا الدعم بطريقة تتناسب مع المرحلة التي تعيشها بلادنا.. فإن الأمر يتطلب تخصيص جائزة سنوية باسم (جائزة الملك عبد الله لأفضل كتاب سعودي) على غرار جائزة الملك للترجمة. وللعلم فقط هناك جائزة مماثلة في بريطانيا مقدارها 50 ألف جنيه استرليني أي ما يعادل 300 ألف ريال سعودي تمنح لأفضل كتاب يؤلفه مواطن بريطاني أو من مواطني دول الكمنولث، ويقوم على اختيار الكتاب الفائز مجموعة من المحكمين الذين يتم اختيارهم بدقة وعناية.. ويتم الاختيار من قائمة مؤلفات للمؤلف تتكون من عدة كتب يتم الإعلان عنها.. ومعنى ذلك أنه حتى لو لم يفز بالجائزة فإن مجرد دخول كتبه القائمة المختصرة سيجعل الإقبال على شرائها كبيرا.
وأخيرا: لدي المزيد من التفاصيل عن الجائزة فيما لو رغبت وزارة الثقافة والإعلام دراستها كي يتم تشجيع نشر الكتاب بطريقة علمية.. وكل ذلك لا يغني عن تعليم الناشئة حب القراءة منذ نعومة أظفارهم في مدارسنا وجامعاتنا.
مجالس للعزاء.. خالية من الشوائب
شهدت الأسبوع الماضي خمسة مجالس للعزاء أولها لدى أخي عبد الله بن محمد الشدي الذي توفيت زوجته بعد أن باغتها المرض ولم تفلح المحاولات لإيجاد سرير لها في العناية المركزة في أي من المستشفيات التي يتوافر فيها علاجها في مدينة الرياض. وثانيا وفاة شقيقتنا (الأخ محمد وأنا) التي عانت طويلا ورجعت نفسها المطمئنة إلى ربها راضية مرضية ـ بإذن الله ـ وثالثها العزاء في وفاة الشيخ عبد العزيز الحقباني الذي توفي عن 107 أعوام قضاها في خدمة الدين والوطن.. ورابعها عزاء الأمير تركي بن عبد الله بن عبد الرحمن والأمير خالد بن سعود الكبير في وفاة والدتهما.. وخامسها عزاء أسرة الشلهوب في وفاة عبد المحسن بن محمد الشلهوب ـ رحم الله الجميع وأسكنهم فسيح جناته. ولعل القاسم المشترك بين مجالس العزاء الخمسة أنها تعكس الترابط الذي يتمتع به مجتمعنا ولله الحمد. حيث يتدفق الناس من تعرفهم ومن لا تعرفهم.. الأمراء والوزراء والأغنياء والفقراء.. الكبار والصغار.. لا فرق بينهم يقدمون العزاء بطريقة إسلامية خالية من الشوائب والبدع، وتشغل تلك المجالس بالوعظ والدعاء للمتوفى وذكر محاسنه مع بعض الأحاديث المناسبة التي من شأنها أن تبعد الحزن عن أهل الفقيد طوال أيام العزاء.