دام عزك يا وطن

تحل علينا اليوم ذكرى اليوم الوطني لتفجر في نفوسنا ينابيع الفخر والاعتزاز بهذه الوحدة الوطنية التي أرساها وحققها ونشرها الملك المؤسس عبد العزيز لتقضي على الفرقة والتشتت والخوف, التي كانت تعانيها مدن المملكة ومناطقها حينما كانت متفرقة ومشتتة وموزعة ويصعب أو يستحيل أن تشهد استقرارا إذا استمرت على هذا الحال، وهذا التشتت وهذه الفرقة فهي من جانب تعيش تحت هاجس الخوف الدائم بسبب غياب الأمن عن سهولها وجبالها ووديانها وصحاريها وشواطئها، وبحارها وهي من جانب عرضة لهجمات قطاع الطرق الذين يستغلون غياب الأمن والاستقرار فيهجمون على الأفراد والجماعات ويأخذون بالقوة, ومناسبة اليوم الوطني التي تحل علينا اليوم ''مناسبة توحيد المملكة العربية السعودية'' هي مصدر اعتزاز كل مواطن من شرق المملكة إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها لأنها كانت المدخل الرئيسي للأمن الذي صار ينعم به هذا المواطن والاستقرار الذي يعيش فيه، والخير والرفاه والتطور الذي عمت بشائره أجزاء وطننا الغالي, واعتزاز المواطن بذكرى اليوم الوطني ينبع من هذه المكانة التي وصلت إليها المملكة عربيا وعالميا كدولة نجحت في مسيرتها الصعبة نحو التنمية والبناء في زمن قياسي من التوحيد إلى عصر النهضة الشاملة, والوحدة الوطنية هي أغلى المكاسب الوطنية التي حققها الموحد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود ورجاله المخلصون من المواطنين الذين شاركوا أو عاصروا التوحيد والوحدة الوطنية وينعم المواطنون اليوم بفوائد الوحدة الوطنية الاندماجية التي ينعم بها المواطنون من خلال تطبيق الشريعة وتحقيق العدل في الحكم والإدارة و الاستقرار والأمن الوطني الذي تنعم به البلاد والتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي حققتها المملكة خلال الفترة السابقة منذ أن تمت الوحدة سنة 1353هـ والمنجزات التي حققها المواطن في المجالات التجارية والصناعية والزراعية والعمرانية والمواصلات والاتصالات ونقل التقنية وانتشار التعليم العام والجامعي في جميع مناطق المملكة والتراحم والتزاوج بين المواطنين والمواطنات بحيث أصبح الجميع إخوة تربطهم صلة الرحم والمحبة والأخوة في جميع مناطق المملكة. إن هذه المناسبة من الثوابت الراسخة في مسيرة هذه البلاد المباركة، وهي مناسبة عظيمة نستعيد من خلالها مسيرة الرجل العظيم موحد هذا الكيان الكبير الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - وما بذله في سبيل توحيد أجزاء هذه البلاد ولم شتاتها بعد الفرقة، وإرساء قواعدها على نور من الله تحت راية التوحيد الخالدة، وبهذه المناسبة لا يسعني إلا أن أتقدم بأجمل التبريكات لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - وولي عهده الأمين والنائب الثاني وزير الداخلية وإلى الشعب السعودي بذكرى اليوم الوطني وكل عام والقيادة السعودية والشعب السعودي بألف صحة وخير ودامت أيام وطني عامرة بالحب والعطاء والمنجزات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي