من الأشياء الحياتية التي لا بد أن يمر بها كل إنسان منذ ولادته حتى شيخوخته، هي الاضطرابات الانفعالية والعاطفية المتمثلة في القلق والاكتئاب.

وبما أننا قد مررنا ونمر وسنمر بمثل هذه الأمور، فالقلق يجعل الإنسان دائم التوتر ويشعر بعدم الاستقرار والأمان والخوف المستمر من أمور غير محددة، ما يؤثر في كفاءته وقدرته على التعايش السليم، وعندما نتحدث عن الاكتئاب، المشكلة التي تضرب عاطفة الإنسان ووجدانه وتجعله في حالة من الهم والحزن الشديدين ومشاعر اليأس والقنوط وعدم الكفاية، وأصعب ما يمر به الإنسان في حياته هو الاكتئاب، وهو أشد من مرض السرطان، لأنه يحطم الشخصية والوظائف البدنية والاجتماعية والنفسية، ويؤدي بالشخص إلى محاولة التخلص من الحياة لأنه يصيب الإنسان بنوع من العجز الكلي أو الجزئي ويدفعه إلى عدم الرغبة في الحياة والهروب ثم الانسحاب أو الموت.

وبهذه المقدمة أحاول أن أوضح جزئية من الأعراض التي يعانيها مريض الفشل الكلوي، وهي الأعراض النفسية، وبالتحديد الاكتئاب، حيث يعد من أكثر المضاعفات النفسية انتشارا لدى مرض الفشل الكلوي، وهو رد فعل عكسي بفقدان المريض نشاطه واستقلاليته، وفيه يشعر المريض بالحزن العميق وبعدم صلاحيته للاستمرار في الحياة وبعدم القدرة على القيام بأي مجهود نفسي أو عضوي ويفقد اهتمامه بكل من حوله.

إن الاكتئاب لمن يعاني الفشل الكلوي يرتبط أيضا بعدد من المشكلات التي تتعلق بالعمل والعلاقات الأسرية والصعوبات الجنسية الزوجية، إضافة إلى المضاعفات الطبية، ونتيجة للاكتئاب ومشاعر اليأس اللذين يشعر بهما المريض، فإن فكرة الانتحار تراود بعضهم كتعبير عدواني نحو الذات نتيجة للضغوط النفسية الشديدة والحادة.

وفي ضوء ذلك، فإن أي محاولة لتخفيف تلك الضغوط تعد محاولة أكثر من رائعة ومفيدة للتخلص من حالات الاكتئاب والضغوط النفسية الشديدة، ما سيسهم في تقدم الحالة معنويا وتأثير ذلك في فاعلية الجسم وتقبله للعلاجات والغسيل، إضافة إلى تحسين ظروفه الحياتية الأخرى وإقباله على الحياة بشكل إيجابي.

ويعد مشروع 5060 الذي تبنته جمعية الأمير فهد بن سلمان الخيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوي، من أفضل المشاريع التي ستسهم في تحسين الظروف النفسية لمرضى الفشل الكلوي، وتعزز لديهم الأمل، وتقلل من مشاعر اليأس والحزن والقلق على صحتهم، وتساعد على توفير العلاج والغسيل ونقل الأعضاء، ما يقلل مخاوفهم ويشعرهم بالأمان والطمأنينة.

وفي هذا الشهر الفضيل، وكما أفتى المفتي العام للمملكة بأن مرضى الفشل الكلوي من مستحقي الزكاة، فإنها أيضا مناسبة للمشاركة العاطفية وإزاحة الهموم عنهم وعن أسرهم مع قرب العيد، وما يمثله ذلك من أحاسيس ومشاعر وتخفيف القلق والاكتئاب الذي يعانونه بدعوة الجميع للمساهمة في هذا المشروع من خلال إرسال رقم 1 على الرقم الموحد 5060 لمستخدمي الجوال وموبايلي، الذي من المتوقع أن يجمع مبالغ كبيرة لدعم احتياجات مرضى الفشل الكلوي من السعوديين والإخوة المقيمين.