كشف لـ»الاقتصادية» الدكتور وليد عبد العال، مدير عام شركة الرويس العالمية للتطوير العقاري، عن الانتهاء من عمليات المسح العقاري والمخطط العام للمشروع بنهاية العام الجاري ليتم البدء في تنفيذ المراحل المشروع.

وأكد وليد عبد العال أنه تم الانتهاء حاليا من المسح العقاري للمباني من الخارج ولم يتبقى سوى بعض التفاصيل من الداخل لعدد من المباني والتي سيتم الانتهاء منها نهاية العام الجاري, ويتزامن مع ذلك المخطط العام الذي سيتم الانتهاء منه أيضا خلال العام الجاري والذي سيساهم في وضوح الرؤية حول مستقبل المنطقة وعملية التطوير.

وأوضح عبد العال أن أبرز ملامح المشروع تتمثل في تعددية الاستعمالات والارتباط الوثيق بأحياء جدة والمحاور الرئيسية من خلال شبكة طرق جيدة تتصل بطريق المدينة وطريق الملك عبد الله والمحاور الرئيسية الأخرى لتكون منطقة الرويس مترابطة ومتكاملة مع أحياء جدة.

وعن حجم التعويضات للعقارات المنزوعة في منطقة تطوير الرويس قال مدير عام شركة الرويس العالمية للتطوير العقاري إن قيمة التعويضات والتي سيحصل عليها ملاك العقارات المنزوعة لصالح التطوير ستتضح بعد الانتهاء من المخطط العام بنهاية العام الجاري, كما سيتم تقدير التعويضات من قبل لجنة التقدير في حال عدم المشاركة في المشروع, مبينا أنها تعتمد على الموقع والمساحة المحددة للعقار المطلوب نزعه, حيث سيتم وضع التقدير والقيمة العادلة بناء على تلك المعطيات والتي تحددها اللجنة.

وأبان عبدالعال أن عدد العقارات التي تم حصرها في منطقة تطوير الرويس تقدر بثلاثة آلاف عقار, كما أن نسبة السعوديين في تلك المنطقة يقدر بـ 22 في المائة من إجمالي السكان القاطنين لحي الرويس.

وأشار الدكتور عبدالعال إلى المحافظة على المواقع المهمة في منطقة الرويس والتي لها أنشطة وخدمات متميزة والحفاظ على مواقعها والبناء على وجود بعض العقارات والأنشطة والاستعمالات القائمة لتكون من مقومات المشروع.

ويغطي مشروع منطقة الرويس مساحة تتجاوز مليوني متر مربع في وسط مدينة جدة وسوف تقوم شركة الرويس العالمية للتطوير العقاري بإعداد المخطط الشامل لتطوير منطقة المشروع كجزء من المخطط المحلي لمدينة جدة، وسوف يخضع موقع المشروع للتخطيط والتنمية الشاملة من قبل شركة الرويس وتغطي مسطحات البناء بالمشروع مساحة 8.5 مليون متر مربع تقريباً.

كما أن معظم المباني بالمنطقة العشوائية لا تتماشى مع الأسس التخطيطية والمعمارية المعتمدة، وتتوزع الخدمات بصورة عشوائية ولا تخضع لضوابط ومعايير التخطيط العمراني، كما أن هناك نقصا حادا في الخدمات، إضافة إلى أن شبكة الطرق في المنطقة العشوائية غير مخططة أو منظمة وتتباين فيها عروض الطرق وقد لا يسمح بعضها بمرور السيارات، إضافة إلى ذلك فإن البنية التحتية للمنطقة العشوائية دون المستوى المطلوب وليس بمستوى الكفاءة التي تسمح بتطويرها، ويندر توفير المسطحات الخضراء والمناطق المفتوحة ويتدنى بها مستوى النظافة وصحة البيئة, كما يرتفع معدل البطالة والجريمة، وتكون المناطق العشوائية عموماً بيئة مشجعة على تواجد المقيمين المخالفين لنظام الإقامة والعمل بالمملكة, ونتيجة لذلك يسعى مشروع تطوير منطقة الرويس لتحويل هذه المنطقة المتداعية إلى منطقة جاذبة للعيش والعمل فيها وتتكامل مع باقي أحياء جدة.

وتتمثل مراحل المشروع في مرحلة المسح العقاري الشامل وآلية تعويض الملاك حيث يتم حصر العقارات الواقعة ضمن منطقة المشروع ورفعها مساحيا, كما تقوم لجنة تقدير التعويضات بتقدير قيمة جميع الوحدات العقارية من أراض وإنشاءات لتعويض ملاكها حسب الخيارات الثلاثة المتاحة (مساهمة، تعويض نقدي، بيع للغير), إعداد المخطط العام للمشروع حيث تقوم الشركة بإعداد وتقديم عرض أولي للمخطط العام لمنطقة التطوير للأمانة، لتقدم الأمانة ملاحظاتها ومن ثم يقدم المخطط النهائي للاعتماد، ثم يتم إعداد التصاميم التفصيلية للبنية التحتية والبنيات الأساسية، وستنتهي بنهاية العام الجاري.

ثم مرحلة تجهيز الموقع وإزالة الأنقاض بتنسيق شركة الرويس العالمية للتطوير العقاري مع الأمانة والجهات الأمنية لإخلاء وإزالة المباني ويتم تحديدها وفق المخطط العام المعتمد وتنظيم الموقع حسب المخطط العام للمشروع, وستبلغ الشركة الملاك والمستأجرين بشتى فئاتهم بتاريخ الإخلاء والإزالة والهدم على أن يمهلوا فترة لا تزيد على سنة هجرية، ومن المتوقع البدء بهذه المرحلة في عام 1431هـ.

وبعد ذلك مرحلة تملك وبناء مواقع الخدمات العامة بأن تقوم الجهات المعنية بالخدمات باستكمال شراء ما يخصها من الأراضي المخصصة لها وفق المخطط العام للمشروع المعتمد لمنطقة التطوير، وتبدأ بناء الأراضي المخصصة لها حال إنهاء تملكها وتبدأ هذه المرحلة بعد الانتهاء من اعتماد المخطط العام للمشروع.

بعد ذلك تأتي مرحلة التنفيذ للمشروع بناء على خطة مرحلية للتنفيذ مدعمة بالجدول الزمني التفصيلي لتنفيذ جميع المراحل, وقد يتزامن تنفيذ مرحلة أو أكثر مع مراحل أخرى وفق ما يتلاءم مع تقدم عملية التطوير, ومن المتوقع البدء في أعمال التنفيذ حال إنهاء المراحل السابقة، حيث يتم تحديد أولويات مناطق العمل داخل منطقة التطوير بناءً على مخرجات المخطط العام.

وتعتبر منطقة الرويس هي ثاني المناطق العشوائية التي تم البدء في تطويرها حيث تم تأسيس شراكة بين «شركة جدة للتنمية والتطوير العمراني» و»شركة تحالف الرويس للتطوير العقاري» في عام 2008م، سميت هذه الشراكة فيما بعد «بشركة الرويس العالمية للتطوير العقاري»، وهي المسؤولة عن تطوير المنطقة حيث تقوم الشركة بإعداد الدراسات المطلوبة ومن ضمنها المسح العقاري، المخطط العام، دراسة السوق والدراسات الاقتصادية والاجتماعية.

يذكر أن أمير منطقة مكة المكرمة أطلق في عام 2008م، برنامج معالجة وتطوير الأحياء العشوائية بمنطقة مكة المكرمة بالمشاركة مع القطاع الخاص، وقد حظي هذا المشروع بمباركة خادم الحرمين الشريفين ويشرف عليه لجنة وزارية بعضوية وزير الشؤون البلدية والقروية، وزير الداخلية، أمير منطقة مكة المكرمة، وزير العمل، وزير المالية، كما تم تكوين لجنة تنفيذية برئاسة أمير منطقة مكة المكرمة وعضوية الجهات المعنية لمتابعة مشاريع العشوائيات وتسهيل تنفيذها.