Author

كاترين تقول: محمد نبيٌ لعصرنا

|
*أهلاً بكم في مقتطفات الجمعة رقم 315 *** * حافزُ الجمعةِ: عندما تنفضُ يديك وتقول:» لا شيء سيتغير في حياتي إلى الأفضل»، فإنك ستنال ما تستحقه، أي ما يؤكّد كلامك، وستبقى على ما أنت عليه. وهنا تضعُ نفسَكَ طواعيةً وراء قضبانِ سجنٍ تحبس نفسَكَ داخله، تحكم على نفسِكَ بالحبس في ظرفٍ ساكنٍ راكدٍ بنفسِك. لا! الحقيقة أنك تستطيع أن تغيِّر، بل قانون الحياة هو التغيير، أي تصميم الإنسان على تغيير الظرف الذي يجده في واقعِهِ إلى الأفضل، وإلاّ لما تحرّك الإنسانُ من كهفه الحجري إلى اليوم. تستطيع أن تهْرُبَ من سجنِكَ، وسيكون أسهل هروبٍ على الإطلاق، أتعرف لماذا؟ لأن بابَ سجنك تُركَ.. مفتوحاً! *** * قضية محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف: لقد صُبِغت الصحفُ بالمقالاتِ والأخبار التي هنأت بسلامةِ الأمير الذي يعتبر مهندس تجفيف مناقع الإرهاب في البلاد. وهذا يدل على شعبية الأمير وحبِّ الناس له، وخوفهم عليه.. على أن هذا لا ينقل الوضعَ خطوةً إلى الأمام. إنها فرصة لتحليل نفسيات هؤلاء الشباب، ودراسة تحليلية نفسانية عقلية مادية حافزية للعقول التي تتسلط على مقابض فكر هؤلاء الشباب وتقنعهم بأن الموت هنا هو السبيل. برأيي أن التحليل بالمعيار الديني لم يعد مجدياً، فقد اتضح لكلِّ عاقلٍ بلـْه كل مسلم بأنّ الانتحارَ جرمٌ بلا مواربةٍ، وأني أعتقد أن الدافعَ وراء الشاب الذي فجّرَ نفسَهُ ليس من اعتقادٍ ديني بل هو سببٌ آخر، وهذا السببُ هو ما يجب أن نضع عليه دائرةَ تحديد لمنطقة جديدة ثم نبدأ في اكتشاف وتحليل كل مليمترٍ بها. ليس الدافع للانتحار دوماً دينيا، فطيارو الجيش الياباني لم يرموا أنفسهم بطائراتهم في مداخن السفن العدوةِ من أجل الشهادة، ولا انتحاريو الجيش الأحمر الشيوعي، ولا ثوار أمريكا اللاتينية. إن وضع دافع قتل النفس والأبرياء في دائرة المفهوم الديني - برأيي، مرة أخرى - قد يكون مضللا، فقد تكون الأجندةَ ليست دينية على الإطلاق. *** * رابطةُ العودة للجذور بالفلبين: أعود من هناك وقلبي به شيءٌ من الاطمئنان، وما بقي منه يدور حوّاماً حول أبنائنا هناك. وفقنا اللهُ بهذا الشهر الكريم لتفعيل الرابطة على الأرض، لقد شهدتْ عدّةُ مواقع بمانيلا اجتماعاتٍ متتاليةً مع العوائل السعودية المتروكة هناك للفقر يعضّ كيانَ وجودهم، وسمعتُ امرأة فلبينية تقول عن بناتِها السعوديات: «باستطاعتي أن أصبح غنية بيوم واحد بمجرد أن أشغـّل بناتي الجميلات في صناعة السينما والإعلان..» فارتعبَ قلبي، وشكرتها أنها لم تفعل. لكل منهم مشكلةٌ كأداء لن أعكـّرَ عليكم اليوم بذكرها. ولكني أشكر وأدفع الفضلَ بعد الله لشخصين كانا معي دوماً: لحبيبنا الأستاذ «خالد القحطاني» القنصل السعودي الذي تولى إحضار الأًسَر بنفسِهِ لمقر إقامتنا، وغيرتِهِ الكبرى عليهم بشخصِه قبل وظيفته، وتبرعه من جيبه الخاص لكمبيوتر من آخر طراز ليكون أولَ أصلٍ عيني للرابطة. وللأخ الحبيب الإنسان هشام بن عبد الرحمن الزامل، الذي في كل جلسةٍ يتولـّى حل كل المشكلات المادية للأسر، ومنها إكمال دراسة المنقطعين الجامعيين على حسابِهِ الشخصي، وتبرعه بمقرٍّ للرابطة في مانيلا. رأينا الضحكة لأول مرة تلمع على محيا الشابة هبة (اسمٌ مستعار) وهي لا تصدق أنها في الغد ستذهب للجامعة، وفرحة الشاب نوّاف لإكمال تعليمه، بعد أن قطع دراستـَه من أجل أن تكمل أختـَه دراستها، ثم وقف كلاهما. أشكرُ الجالية السعودية المقيمة بالفلبين فقد أكدوا وتبرعوا مادياً من أجل أبناء الرابطة وبناتها. يا أحبائي الدنيا بخير.. وكما في «حافزِ الجمعة» علينا ألاّ نحبس أنفسَنا في سجن اللوم والبكاءِ على الواقع.. أردنا الخروجَ فكان البابُ مُشرعا.. إلى السماء. الحمد لله. *** * كتابُ الجمعة: خرجت كتبٌ ومقالاتٌ كثيرة تظهر هذا الدين على حقيقته، الأجمل: أن جميع من كتبوها من غير المسلمين. ومنهم الباحثة الأشهر في الأديان «كارين آرمسترونج» التي تـُحدْثُ كتبُها صخـَباً مبيعياً عالمياً.. وهي تكتب ببحثٍ وصبرٍ وداريةٍ ومعرفة تحليلية شاقة، قرأتُ كتبها السابقة، وكقارئٍ بسيطٍ لا أجد أنها تعقد هذه الأمورَ الصعبة ولكنها أيضا لا تضحي بجوهر الحقيقةِ من أجل التبسيط. أما آخر كتبها، فلي عنه كلمة واحدة: «مذهل!»، والكتاب عنوانه:» محمد (صلى الله عليه وسلم) نبيٌ لعصرنا Mohammad-Prophet of our time» ويكفيك العنوان كي تعرف كيف أنها صنَّفـَتْ سيدَنا المصطفى كنبيٍّ يصلح للأزمان، ويدعوك للثقة بعلمها التهجئة الإنجليزية لاسم النبي الكريم، فقد شاع بالغرب التهجئة الخاطئة مثل Mohamed أو Mohammet. انظر إلى ما تقوله في مقدمتها:»لقد انتشر من أيام الحروب الصليبية مفهومٌ خاطئٌ أشاعه رجالُ الدين المسيحي أن محمد ( صلى الله عليه وسلم) مدمنُ حربٍ، وصفاتٍ أخرى، وإني هنا أتحدى هذا المفهومَ لأبين كيف أن نبيّ الإسلام كان بأرقى صفات الإنسان». ثم إني وجدتُ في أعطاف كتابها ترجمة جميلة لكلمة «الجهاد» الشائعة بالغرب بمصطلح «الحرب المقدسة»، فهي تقول إن المقصود بالجهاد هو «المعاناة والمجاهدة Struggle»، في سبيل إحقاق الحقِّ والخير لا الحرب. كتابٌ لا تستطيع أن تضعه بمجرد أن تقرأ الكلمة الأولى. *** * نقاشُ الأسبوع: هل ترون يا أصدقائي بأن الانتحاريين في وسط جموعٍ مدنيةٍ غير مُعادِيَةٍ يعتقدون (بالفعل) أنهم شهداء؟ أم أن لهم اعتقادا آخر؟
إنشرها