Author

المساجد .. نحو عناية أكثر تنظيماً

|
اليوم هو الثاني من شهر رمضان المبارك، وبهذه المناسبة أقدم التهنئة للجميع راجياً من المولى القدير أن يجعل هذا الشهر شهر خير وبركة وعز ومنعة للإسلام والمسلمين. في هذا الشهر الكريم نجد كثيراً من أهل الخير يهتمون بتوفير ما تحتاج إليه المساجد والمصلون من احتياجات، وهو اهتمام يستمر إلى ما بعد رمضان في كثير من المساجد وليس كلها. وإذا كان لا أحد ينكر ما تلقاه المساجد في بلادنا من عناية كبيرة سواء من قبل الجهات الرسمية المختصة أو من قبل فاعلي الخير الذين يقومون ببناء هذه المساجد وتوفير ما تحتاج إليه من مستلزمات ورعاية، إلا أن ما يلاحظ أن هناك تفاوتاً كبيراً في مستوى الخدمة بين مسجد وآخر، وهذا التفاوت نابع من تقصير من يتولى الاهتمام ببعض المساجد، خاصة العمالة التي تخصص لخدمة المساجد، كما أن هذا نابع أحيانا من أن كثيراً من فاعلي الخير يقتصر دورهم على بناء المسجد ومرافقه وتوفير بعض المستلزمات له دون متابعة أعمال الصيانة والتنظيف. وهذا الأمر يمكن معالجته عن طريق تأسيس جهاز يمكن أن يكون تابعاً لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أو لإحدى الجهات الرسمية الخيرية، أو يكون مؤسسة خيرية مستقلة قائمة على التبرع، وهنا سنجد كثيرا من المحسنين يتبرعون لهذه المؤسسة خاصة من لا تمكنهم إمكاناتهم المالية من بناء المساجد ويرغبون في الإسهام في هذا المجال الخَير على قدر استطاعتهم. ما أود طرحه من اقتراح يتمثل في قيام مؤسسة تضم عمالة متخصصة في الصيانة والنظافة بما فيها أعمال الإنشاءات البسيطة من بناء وتبليط ودهان, إضافة إلى صيانة دورات المياه وأماكن الوضوء واستبدال ما يتلف من صنابير المياه أو المغاسل بدلا مما نراه في بعض المساجد من إغلاق ما يتعطل منها. كما يمكن لهذه المؤسسة أن توفر مستلزمات المساجد من مياه ومناديل وتنظيف سجاد المساجد بشكل دوري. هذه المؤسسة ستضم فرق صيانة وخدمة متنقلة شبيهة بالفرق التابعة لشركة الكهرباء أو الاتصالات، ويكون لديها خرائط بأماكن المساجد التي في نطاق عمل كل فرقة، وتكون هناك أرقام اتصال يمكن عن طريقها التواصل مع المؤسسة لأي أمر طارئ، مثل خلل مفاجئ في صنابير المياه أو حاجة المسجد إلى مستلزمات عاجلة، بدلا من البحث عن أحد المحسنين لتوفيرها، أو التنافس بين بعض المحسنين على مسجد واحد. هذا الأمر إذا ما تم سيوفر مستوى صيانة متميزا يعتمد على متخصصين لا على عمالة يجلبها بعض المحسنين وتكون من مستويات رديئة وينتج عن عملها إضرار بالمسجد ومرافقه. كما أن قيام هذه المؤسسة سيلغي ما يحدث من تنافس في بعض المساجد وسيكون الجهد موجهاً لخدمة أكبر عدد من المساجد، خاصة المساجد التي توجد في أحياء بعيدة أو قديمة وتحتاج إلى مزيد من الرعاية والاهتمام.
إنشرها