Author

فترة عمل المدرسين بعد انتهاء الدراسة .. هل يمكن الاستفادة منها؟

|
متخصص في المعاملات المالية، مستشار في المالية الإسلامية ـ الجامعة السعودية الإلكترونية
كما هو معلوم فإن نهاية دوام المدرسين في المدارس تحل عادة بعد أسبوعين من نهاية الاختبارات وتسليم الدرجات وهذه بلا شك فترة من المهم أن يعمل فيها بعضهم لأداء بعض الأعمال التي تتعلق بالمدرسة، وقد يكون في أثنائها اختبارات المواد للمكملين في بعض المواد الدراسية، كما أن هناك بعض الأعمال قد تحتاج إلى تواجد بعضهم، ولكن الغالب منهم تجد أنه لا يستفيد كثيرا من حضوره بل الهدف فقط من الحضور هو توقيع الحضور والانصراف، دون أي عمل فعلي، ولعل أثقل فترات العمل على الموظف - من وجهة نظر شخصية - هي الفترة التي يحضر فيها الموظف دون أن يعمل، إذ إن الدقائق والساعات تمر كأثقل ما يكون، كما أن تشغيل المدارس في هذه الفترة يكلف الوزارة الكثير من جهة التشغيل والموظفين والمتابعة وغيرها، وذلك دون أن يكون هناك إنتاجية فعلية غير التأكيد على الالتزام بالنظام فقط لا غير - هذا بالنسبة لعدد ليس بالقليل من المدرسين. ولذلك - في تصور شخصي - إذا ما كان أمر حضور المدرسين في هذه الفترات أمرا لازما فلا بد من الاستفادة منها بشكل يعود بشكل إيجابي على العملية التعليمية، وذلك يكون بطرق مختلفة تعود على المجتمع والطالب والمعلم بشكل إيجابي. فمن الطرق التي يمكن أن يستفاد منها أن تخصص الوزارة عددا من المدارس النموذجية في المناطق والمدن والقرى، التي تتكامل فيها البنية التحتية بشكل أكبر وذلك بعقد دورات للمدرسين فيما يستجد من الوسائل التعليمية، خصوصا المراحل الأولية التي تعتبر الأساس للعملية التعليمية، خصوصا وأنها في الغالب تعتمد على التقويم المستمر للطالب في المراحل الأولية، فهي مرحلة خطيرة إذا لم يكن المدرس يتقن الآلية التي ينبغي أن تتم بها عملية التقويم، كما أن كثيرا من المدرسين يرغبون في تطوير مهاراتهم المختلفة، وذلك يعود بلا شك بشكل إيجابي على العملية التعليمية. كما أنه لا بد أن يكون جزءا من استراتيجية الوزارة العمل على فتح آفاق التعلم بأشكاله المختلفة، فالتعلم من خلال التلقين أصبح اليوم واحدة من وسائل التعليم بعد أن كان الوسيلة الوحيدة فقط للتعليم، فأصبح شائعا اليوم التعليم الإلكتروني، الذي يعتمد وسائل إلكترونية متعددة للتعليم، التي غالبا ما يستخدمها الناس كوسائل للترفيه والتواصل فقط، فعلى سبيل المثال موقع اليوتيوب youtube، الذي يستخدم فقط في نشر المقاطع للعموم والتواصل من خلالها، أصبح اليوم من الممكن أن يكون قناة تواصل للتعلم، واليوم نجد عديدا من المقاطع التعليمية، ويوجد به عديد من المقاطع التي تحتوي على مواد علمية، ويمكن استخدامه في الوعظ والإرشاد للذين يتعاملون كثيرا معه. وهناك أيضا التعليم عن بعد distance learning وهذا التعليم يتيح للكثير حتى من خارج المملكة الاستفادة والتعلم من مناهج المدارس وما يقدمه المعلمون، ويمكن من التواصل مع عدد أكبر من الناس دون الحاجة إلى التواصل المباشر وهذا النوع من التعليم أصبح اليوم شائعا خصوصا على مستوى الجامعات، ولكن ما الذي يمنع من أن يكون هذا النوع من التعليم متاحا حتى على مستوى المدارس العامة أو أن يكون هناك كوادر قادرة على تقديم المعرفة والعلم من خلال هذه الوسائل ونحن لا نعلم أنه من الممكن يوما ما أن يتحول التعليم بشكل جزئي أو كلي إلى هذه الأنواع من التعليم. كما يوجد اليوم التعليم من خلال العمل الجماعي Team work بحيث إن العمل الجماعي للطلاب يكون جزءا من العملية التعليمية، حيث إن العملية التعليمية في السابق كانت تعتمد غالبا على المدرس، ولكن اليوم أصبح الطالب جزءا رئيسا منها، وهذا يعتمد على أن الطالب مكلف بأنه يضيف إلى ما هو موجود في المنهج من خلال العمل الجماعي مع زملائه أو من خلال البحث عن المعلومة ومشاركته لزملاءه فيها. ما سبق هو عبارة عن إشارات، ولا يعني أن هذه الوسائل دائما الأفضل على الإطلاق، ولكن قد تناسب فئة دون أخرى، وتستقطب شريحة أكبر من المتعلمين، وتعطي فرصا أكبر لنشر المعرفة، فما المانع أن تكون هدفا استراتيجيا للوزارة، خصوصا مع حرص المسؤولين اليوم على التطوير.
إنشرها