الموت يغيب الشيخ ابن جبرين والصلاة عليه ظهر اليوم

الموت يغيب الشيخ ابن جبرين والصلاة عليه ظهر اليوم

الموت يغيب الشيخ ابن جبرين والصلاة عليه ظهر اليوم

غيب الموت العالم الكبير فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين عضو الإفتاء سابقا, الذي عاش فترة في صراع مع المرض، وتمت معالجته في أكبر المستشفيات الألمانية على نفقة الدولة، وتحسنت صحته حينذاك، ثم عاد إلى بلاده وكان تحت إشراف فريق طبي كبير في المستشفى التخصصي في الرياض، وتعرض بعد عودته لانتكاسة في صحته، واستمرت صحته في تدهور وعدم استجابة للعلاج إلى أن غادر الحياة منتقلا إلى رحمة ربه عند الساعة الثانية والربع من مساء أمس الإثنين، وسيصلى عليه في جامع الإمام تركي بن عبد الله في الرياض بعد صلاة ظهر اليوم. وكانت وفاته بعد سنوات حافلة بالعطاء قضاها في التعلم والتعليم والإفتاء وإلقاء دروس في المساجد, حيث أضحى أحد أبرز العلماء على مستوى العالم الإسلامي، والشيخ الجبرين عبد الله بن إبراهيم بن فهد بن حمد بن جبرين من آل رشيد, وهم فخذ من عطية بن زيد, وبنو زيد قبيلة مشهورة في نجد كان أصل وطنهم مدينة شقراء ثم نزح بعضهم إلى بلدة القويعية في قلب نجد وتملكوا هناك. #2# مولده وحياته العلمية ولد الشيخ عبد الله بن جبرين سنة 1352هـ في إحدى قرى القويعية ونشأ في بلدة الرين وبدأ بالتعلم في عام 1359هـ, وحيث لم تكن هناك مدارس مستمرة تأخر في إكمال الدراسة ولكنه أتقن القرآن وسنه 12 عاماً، وتعلم الكتابة وقواعد الإملاء البدائية، ثم بدأ في الحفظ وأكمله عام 1367هـ, وكان قد قرأ قبل ذلك في مبادئ العلوم. ففي النحو على أبيه قرأ أول الأجرومية، وكذا متن الرحبية في الفرائض، وفي الحديث الأربعين النووية حفظاً، وعمدة الأحكام بحفظ بعضها، وبعد أن أكمل حفظ القرآن بدأ في القراءة على شيخه الثاني بعد أبيه وهو الشيخ عبد العزيز بن محمد الشثري المعروف بأبي حبيب، وكان جل القراءة عليه في كتب الحديث ابتداء بصحيح مسلم ثم بصحيح البخاري ثم مختصر سنن أبي داود وبعض سنن الترمذي مع شرحه تحفة الأحوذي، وقرأ سبل السلام شرح بلوغ المرام كله، وقرأ شرح ابن رجب على الأربعين المسمى جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم، وقرأ بعض نيل الأوطار على منتقى الأخبار، وقرأ تفسير ابن حرير وهو مليء بالأحاديث المسندة والآثار الموصولة، وكذا تفسير ابن كثير، وقرأ كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد وأتقن حفظ أحاديثه وآثاره وأدلته، وقرأ بعض شروحه، وقرأ في الفقه الحنبلي متن الزاد حفظاً، وقرأ معظم شرحه، وكذا قرأ في كتب أخرى في الأدب والتاريخ والتراجم. واستمر إلى أول عام 1374 حيث انتقل مع شيخه أبو حبيب إلى الرياض، وانتظم طالباً في معهد إمام الدعوة العلمي فدرس فيه القسم الثانوي في أربع سنوات، وحصل على الشهادة الثانوية عام 1377هـ وكان ترتيبه الثاني بين الطلاب الناجحين البالغ عددهم 14 طالباً، ثم انتظم في القسم العالي في المعهد المذكور ومدته أربع سنوات ومنح الشهادة الجامعية عام 1381هـ وكان ترتيبه الأول بين الطلاب الناجحين البالغ عددهم 11 طالباً، وعدلت هذه الشهادة بكلية الشريعة. وفي عام 1388هـ انتظم في معهد العالي للقضاء ودرس فيه ثلاث سنوات ومنح شهادة الماجستير عام 1390هـ بتقدير جيد جداً. رسالة الدكتوراة تحظى بمناقشة كبار العلماء في عام 1390هـ ناقش رسالة الدكتوراة وحظيت بمناقشة كبار العلماء لها وكانت عن شرح كتاب شرح الزركشي, وكان المناقشان: الشيخ صالح بن محمد اللحيدان رئيس المجلس الأعلى للقضاء سابقا، وسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ المفتي العام في المملكة حاليا، وكانا يدرّسان في جامعة الإمام محمد بن سعود آنذاك، والمشرف على الرسالة كان الدكتور عبد الله بن علي الركبان عضو هيئة كبار العلماء سابقا، وقد أثنوا على رسالته.  الحالة الاجتماعية تزوج من زوجة واحدة ورزق منها 12 مولوداً من الذكور والإناث مات بعضهم في الصغر، والموجودون ثلاثة ذكور وست إناث، وقد تزوج جميعهم، وولد لأغلبهم أولاد من البنات والبنين، وأكبرهم الدكتور عبد الرحمن، ومن أبنائه أيضا سليمان. العلماء الذين درس عليهم طلب فضيلة الشيخ الجبرين ـ رحمه الله ـ العلم على عدد كبير من المشايخ والعلماء، وكان أول طلب للعلم على يد والده ـ رحمه الله تعالى ـ فقد بدأ بتعليمه القراءة والكتابة في عام 59 وقد أفاد كثيراً بحسن تربيته وتلقينه, ومن أكبر المشايخ الذين تأثر بهم شيخه الكبير عبد العزيز بن محمد أبو حبيب الشثري الذي قرأ عليه أكثر الأمهات في الحديث وفي التفسير والتوحيد والعقيدة والفقه والأدب والنحو والفرائض وحفظ عليه كثيرا من المتون وتلقى عنه شرحها والتعليق على الشروح، واستفاد من الشيخ صالح بن مطلق الذي كان إماماً وخطيباً في إحدى القرى في الرين, وقد قرأ عليه بعض الكتب في العقيدة والحديث. ومن المشايخ الذين قرأ عليهم وتابع دروسهم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ وهو غني عن التعريف به، وقد تلقى عليه مع التلاميذ دروساً نظامية عندما افتتح معهد إمام الدعوة في شهر صفر عام 1374هـ وتولى تدريس أغلب المواد الشرعية كالتوحيد والفقه والحديث والعقيدة، فدرسه في الحديث بلوغ المرام مرتين في القسم الثانوي والقسم العالي، وفي الفقه متن زاد المستنقع وشرحه الروض المربع مرتين أيضاً بتوسع غالباً في شرح كل جملة والتلاميذ يتابعون ويكتبون الفوائد المهمة. وسماحة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد المتوفى سنة 1402هـ وقرأ على الشيخ عبد الرزاق عفيفي. واستفاد أيضاً من مشايخ آخرين دراسة غير نظامية وأشهرهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله ـ الذي لازمه في أغلب الحلقات التي يقيمها في الجامع الكبير في الرياض بعد العصر وبعد الفجر والمغرب بحيث يحضره العدد الكثير ويدرس في فنون منوعة. أبرز الأعمال التي أسندت إليه تولى عديدا من الأعمال الدعوية وقام بمسؤوليتها على الوجه المطلوب, وهذه أبرز الأعمال التي تقلدها: 1- أولها أن بعث مع الدعاة إلى الحدود الشمالية في أول عام 1380هـ بأمر الملك سعود. 2- عين مدرساً في معهد إمام الدعوة في شعبان عام 1381هـ إلى عام 1395هـ . 3- في عام 1395هـ انتقل إلى كلية الشريعة في الرياض وتولى تدريس التوحيد للسنة الأولى وهو متن التدمرية. 4- في عام 1402هـ انتقل إلى رئاسة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد باسم عضو إفتاء، وتولى الفتاوى الشفهية والهاتفية والكتابة على بعض الفتاوى السريعة. 5- عين إماماً في مسجد آل حماد في الرياض في شهر شوال عام 1389هـ حتى هدم المسجد. بداية تدريسه في المساجد بدأ بالتدريس في المساجد في عام 1387هـ وبدأ تدريس الفرائض لعدد قليل ثم تدريس التوحيد والأصول الثلاثة وكشف الشبهات والعقيدة الواسطية ونحوها لعدد كثير في مسجد آل حماد في آخر عام 1389هـ وحصل إقبال شديد على تلك الحلقات، وكان أغلب الطلاب من مدرسة تحفيظ القرآن الذين توافدوا من جنوب المملكة ومن اليمانيين الوافدين لأجل التعلم, وأقام تلك الدروس بعد الفجر أكثر من ساعة أو ساعتين وبعد الظهر كذلك وبعد العصر غالباً وبعد المغرب إلى العشاء واستمر ذلك حتى هدم المسجد المذكور حيث نقلت الدروس إلى مسجد الحمادي، حيث توافد إليه الطلاب بكثرة في أغلب الأوقات للدراسة في العلوم الشرعية كالحديث والتوحيد والفقه وأصوله والمصطلح وغيرها، ثم في عام 1398هـ أنابه بن باز في غيابه. دروسه في المساجد واستقراره في مسجد الراجحي ألقى الدروس في عديد من المساجد بعد أن ضاق منزله باستقبال الطلاب عندما انتقل إلى حي السويدي عام 1402هـ حيث نقل دروسه إلى مسجد البرغش. ودرس في مسجد الملوحي والسالم وكذلك مسجد سليمان الراجحي في حي الربوة في مسجد سوق الخضار في عتيقة بتوجيه من الشيخ بن باز لكثرة من يصلي فيه فلبى رغبته وأقام فيه درساً أسبوعياً، واستقر جميع دروسه في جامع الراجحي في شبرا بعد أن كبر في السن، وأصبح هذا الجامع الذي كان قريبا من منزله مقر جميع دروسه إلا ما ندر. مؤلفات رأت النور يملك الشيخ عبد الله الجبرين ـ رحمه الله ـ ثروة علمية كبيرة, ولعل من المؤلفات التي طبعت من هذه الثروة العلمية عدد من الرسائل والكتب وهي كما يلي:  أولها البحث المقدم لنيل درجة الماجستير عام 1390هـ 1- أخبار الآحاد في الحديث النبوي. 2- التدخين مادته وحكمه في الإسلام. 3- الجواب الفائق في الرد على مبدل الحقائق. 4- التعليقات على متن اللمعة. 5- تحقيق شرح الزركشي على مختصر الخرفي) رسالة الدكتوراة. 6- الإسلام بين الإفراط والتفريط. 7- طلب العلم وفضل العلماء. 8- الإجابات البهية في المسائل الرمضانية. مسؤولية الثروة العلمية وأبناؤه لا شك أن الثروة العلمية التي يملكها الشيخ عبد الله بن جبرين ـ رحمه الله ـ متمثلة في عديد من الشروحات لعديد من الدروس العلمية والمحاضرات, ولا سيما أن عديدا من الكتب شرحها ولكن ما زال معظمها في بطون الأشرطة وأقراص الكمبيوتر وهي تحتاج إلى جهد كبير من أبنائه للاعتناء بهذه الثروة الكبيرة، وإخراجها ليستفيد منها طلبة العلم في جميع أنحاء العالم الإسلامي.
إنشرها

أضف تعليق