تعد الصين أول دولة في العالم تصنف ظاهرة الإدمان على الإنترنت كمرض يستوجب العلاج . وقالت قناة الجزيرة في تقرير لها الليلة إن إحدى الثكنات العسكرية الواقعة في ضاحية "دا تشينغ" قرب العاصمة الصينية تمثل خط الدفاع الأول والجبهة الأمامية في حرب جديدة تشنها الصين دون هوادة على ما بات يعرف باسم حرب الإدمان على الإنترنت.
وأضافت القناة أن مركز "دا تشينغ" الذي تموله الحكومة الصينية ويخضع لإشراف المستشفى العسكري في بكين يعد واحداً من عدة مراكز تنتشر في بعض المدن الكبرى ويديره الطبيب "تاو ران" وهو عقيد في الجيش أقنع الحكومة الصينية بخطورة الوضع وبضرورة وضع حد له باعتباره حالة مرضية.
وقال الطبيب "تاو" أن بعض المدمنين على الانترنت يتخلفون عن الدراسة وبعضهم الآخر يتجهون نحو السرقة أو مهاجمة الناس أو بيع مقتنيات أسرهم لتأمين المال اللازم لدخول مقاهي الإنترنت أو لشراء ألعاب الكمبيوتر والبعض الآخر ينتهي بهم الأمر إلى الانتحار.
وأشارت القناة إلى أن إعادة المريض إلى الواقع هو الهدف من العلاج في المركز الذي يعد جزءاً من ثكنة عسكرية يقضي فيها المريض قرابة شهرين ويخضع لتدريبات عسكرية قاسية ويخوض معارك أشبه بحرب العصابات التي تستخدم فيها أسلحة الليزر وتحاكي بعض ألعاب وبرامج الكمبيوتر.
وأوضحت القناة أن هذا العلاج القاسي لا يقتصر على المدمنين فقط بل يشمل أيضاً ذويهم الذين يخضعون بدورهم لتدريبات وتمارين عسكرية قاسية ربما في محاولة لإشعار المريض بتأنيب الضمير على ما اقترفه من ذنب وما يسببه لأهله.
وقالت القناة أن المركز يضم قاعات للعلاج النفسي بالرسم أو الموسيقا وكذلك قاعات للملاكمة والمصارعة بهدف تفريغ طاقات العنف وإذا احتاج الأمر فإن آخر العلاج أشد من الكي وهو الصدمات والصعق الكهربائي وهي طريقة لا تستخدم إلا في الحالات القصوى.
وأضافت القناة أن أكثر من أربعة ملايين من الشبان والشابات الصينيات يعانون من ظاهرة الإدمان على الإنترنت بنسب متفاوتة ويشكل هذا الرقم حوالي ربع عدد مستخدمي الإنترنت في الصين تحت سن ال"18"عاماً.
وأظهرت دراسة أجرتها أكاديمية العلوم الصينية أن مدمني الإنترنت في الصين أصغر من نظرائهم في الدول الأخرى بحوالي 10سنوات وبأنهم أكثر قابلية للتأثر وبأن معظمهم من الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و20 عاماً.
وقالت القناة أن الخبراء يرون الأمر برمته مرتبطاً بالتغيرات الاقتصادية والاجتماعية المتسارعة والنظام التربوي والتعليمي القاسي والمعقد في المدارس والضغوط العائلية الكبيرة من الآباء على الأبناء والوحدة التي يعيشها الطفل الصيني بسبب سياسة الطفل الواحد التي تنتهجها الحكومة منذ أكثر من عقدين، إضافة إلى انتشار مراكز الإنترنت في المناطق المحيطة والقريبة من المدارس.
وقالت إحدى طالبات المركز التي لم تتجاوز ال"16" من عمرها والتي تخضع للعلاج إنها تشعر بقلق وتوتر وميل نحو العنف والحقد إذا منعت من استخدام الإنترنت وبأنها تشعر بارتياح وسعادة شديدة عندما تمارس تلك الهواية المفضلة لها.