Author

في "جدة غير".. موال الصبر أهو داب!

|
إذا لم تكن زهقت، وقرفت وكرهت الحديث عن "جدة غير", وما فيها ومن فيها فأنا زهقت وقرفت وكرهت الحديث عن هذه "البلوى" الفظيعة التي هي "جدة غير", ولا أدري ما المقصود بالشعار، فهو يمكن أن يفهم على أن "جدة غير" أي أفضل من غيرها من المدن ..ويمكن أن يفهم على أن "جدة غير" أسوأ من غيرها من المدن .. تماما كما نقول لحسين إن "إبراهيم غير"، يمكن أن يفهم أنه أحسن أو أسوأ! ما علينا من هذه الفلسفة والهلفطة التي هي نتاج الزهق والقرف من عشرات الأشياء السيئة في عروس "البحر الأحمر" سابقاً، وقد كتبت عنها حتى أظن أن قلمي قد جف ريقه من كثرة ما كتبت، ولو كتبت عن العالم ما كتبته عن "جدة" لانصلح حال العالم، ولكن "جدة لا" ..أو "جدة غير"، إنها تزداد كآبة وقذارة ويرى المسؤولون عنها أنها تحتاج إلى جرعة أكبر من الكآبة، هكذا اجتمعوا وتناقشوا وتصايحوا ثم اتفقوا على زيادة جرعة الكآبة بأن يتم تفريغ "جدة" من المقاهي، وليذهب رواد هذه المقاهي للبحث عن مكان آخر خارج "جدة"، فالمقاهي ملوثة للبيئة، وأستحلفك يا سيدي أن تقول كلمة حق، هل المقاهي هي الملوثة للبيئة؟ إذن ما دور بحيرة "المسك" في هذا؟ ما دور بحيرة "الأربعين"؟ وما دور "حمّى الضنك" وتهالك مواسير المياه؟ ما دور الغربان والفئران والقوارض؟ وما دور مئات السفن الواقفة في الميناء لا تجد من يجد لها مكانا على الرصيف؟ هل هذه كلها صديقة للبيئة, والمقاهي وحدها هي العدو الذي يجب إعلان الحرب عليه وإخراجه خارج الحدود كأنه استعمار وعار على "جدة غير"؟ ثم اسمع يا سيدي, فقد أضافت الجامعة المحترمة جامعة "الملك عبد العزيز" التي هي منارة العلم والعدل, تلوثاً وظيفياً إلى باقي عناصر التلوث، فالجامعة المحترمة تهدد حقوق العمال الغلابة، وكما قالت الصحف, إن مكتب العمل سينظر في تعويضات 1200 موظف عقودهم مخالفة لنظام العمل أي أن حارسة القانون تخالف القانون.
إنشرها