Author

عن الفقر .. وصندوقنا الخيري (2 من2)

|
الأسبوع الماضي تحدثت هنا في "موعد"عن الصندوق الخيري الوطني والزهد الكبير في مشاريعه، حيث لا تزال أغلبها على الورق، واتفاقياته الموقعة مع بعض الجهات لا تقدم ولا تؤخر، ولا تحمل مضامين واضحة تدفع بالفقر بعيدا عن الأسر المحتاجة، في الوقت الذي يتزايد الفقر بشكل خطير، وهو ما يؤكده إعلان الضمان الاجتماعي ضم 10 آلاف أسرة خلال شهر واحد. اليوم نكمل بالحديث عن آلية حصول أي فقير على دعم الصندوق للبدء في مشروع صغير يقتات منه، وهي آلية عاجزة وبالية بل تكاد تكون تعجيزية، فما أن يتقدم إلى الصندوق حتى يُسأل: هل في منطقتك جمعية خيرية؟ والسؤال الثاني الذي يوجه للمقترض: هل وقعنا (حنا يا لصندوق) اتفاقية مع الجمعية التي في مدينتك؟ طبعا المواطن لا يعرف هل وقع الصندوق أو لم يوقع، وحتى لو عرف فما علاقته بالجمعية؟ وعلى افتراض أن الصندوق وقع مع الجمعية اتفاقية فإن على طالب القرض التوجه للجمعية والتفاهم معها، وهناك تبدأ قصة أخرى، تبدأ في الولوج إلى الجمعية ولا تنتهي، لأن العملية ستطول والقرض لن يرى النور. شخصيا لا أفهم هذه "اللفة" العجيبة، ولماذا لا يثق الصندوق بإمكانياته وموظفيه ويستقبل مستفيديه بنفسه. هذا فيما يخص القروض، لكن ماذا عن التوظيف، الصندوق وقع عدة اتفاقيات للتوظيف مع الشركات، وللأسف فإن هذه الاتفاقيات تعتمد على "حب الخشوم" بالعامي: تكفون يا شركة فلان وظفوا هذا الشخص لأنه فقير، وتنتهي العملية!! الصندوق مطالب بتوقيع اتفاقيات توظيف ملزمة للشركات بعد أن يعرف احتياجاتها، ويدرب المرشحين من قبله لوظائفها، لأن العملية تجارية ولا تقبل المجاملة أو الشفقة إلى هذا الحد، بل إن المفترض أن يتابع الصندوق الأشخاص الذين دربهم وبحث لهم عن وظيفة، ومعرفة مسارات سوق العمل. بقي أن أشير إلى تصريح لأمين عام الصندوق قبل أشهر قال فيه إنه تم اعتماد ألفي مشروع لدعم الأسر المنتجة، وأنه يتوقع أن يصل الرقم إلى أربعة آلاف نهاية العام. هو هنا يتحدث عن اعتماد أي أن العملية لا تزال حبر على ورق، ومع ذلك لم تتجاوز طموحاته أربعة آلاف مشروع (أي أربعة آلاف مستفيد) في الوقت الذي أعلن برنامج "باب رزق جميل" عن رفع الرقم المستهدف خلال 2009 إلى 38 ألف فرصة عمل بزيادة مقدارها ثمانية آلاف فرصة عن العام السابق .. هذا ما يفعله برنامج يشرف عليه رجل أعمال، ويصرف عليه من أمواله، فماذا فعل الصندوق الذي تصرف عليه الحكومة وتعطيه كافة الإمكانيات. الأرقام هي التي تتحدث، فلنقارن بين أربعة آلاف الحديث عنها أماني وحديث عن اعتماد ، و 38 ألف فرصة عمل أعلن جميل عزمه الوصول إليها في نهاية 2009 بزيادة قدرها ثمانية آلاف وظيفة عن عام 2008 .. الرأي لكم!
إنشرها