Author

شككوا .. فما ضر ريان!

|
كنت أعتقد أن حقائق دامغة كحضور الجماهير، وعقود الرعاية، واستفتاء زغبي، وتاريخ وعدد البطولات، والملاءة المالية الضخمة، والحضور (الإنترنتي) في الشبكة العنكبوتية، وتصريح محيي الدين صالح كامل حول أكثرية الهلال الطاغية بالنسبة للاشتراكات، أقول كنت أعتقد أنها كافية للرد بقوة على كل من يشكك في جماهيرية الهلال بين الأندية السعودية. بل حتى قنوات الأندية الحالية، ستكون رافدا حقيقيا في تلك المعادلة، غير أنني فوجئت بأن الكثير يرون غير ذلك، ليس عن اقتناع، لكن عن هوى، وضد الهوى. ريان التويجري، ابن عم لي لم يتجاوز الـ 12 من عمره، عاشق لكل شيء اسمه أزرق، حتى في ملبسه، رغم نصراوية أبيه القديمة جدا، حيث أيام بن دحم، ودرويش، وسالم مروان في بداياته، وبقية الرعيل النصراوي الأول. سألته بعفوية، وجاوب بتلقائية وبراءة، وغير ريان ملايين لا أكاد أحصيهم. سألته كم عدد الهلاليين في فصلك الدراسي. فقال عدد الفصل (39)، وكلهم هلاليون! هالني الرقم، ظننته تعاطف (رياني) مع هلاله! قلت فماذا عن الفصل الآخر، فقال عدد الفصل (39)، منهم (35) هلاليا، والبقية اتحاد! أحسست (بلوبي) عاطفي أطرقه هذا (الرياني) على هلاله! فبحثت في زاويا أخرى عن ريان آخر، علني أخرج بنتائج أخرى! سألت طفلاً آخر، وثانيا، وثالثا، وكانت الإجابة (ريانية) الحقيقة، هلالية الشكل والمضمون! أدركت حينها أن الهلال ضرب بجذوره في أعماق أعماق الجيل الحالي، وسترون ذلك عن قريب. لا تتهموا ريان، ولا تشككوا في الهلال، لكنها الحقيقة التي قالها ريان وغيره ملايين عشقا وهياما، وأكدها الأمير عبد الله بن مساعد رقما ومنطقا خلال اللقاء الذي أجريته معه أخيرا. تحدث رجل الاستثمار الهلالي (الأول) عن ما يفوق الـ 80 مليوناً كدخل للهلال! فهل جاء هذا من فراغ! شركات الرعاية تتهافت على الهلال، وهم ما زالوا يشككون! يمتلئ الملعب عن بكرة أبيه أمام الرائد في بريدة، في منظر جماهيري خلاب لم نشاهده منذ سنين، كما أكد ذلك المسؤولون هناك، والقوم يشككون ببلاهة! يصرح الرجل الأول في القناة الرسمية لنقل الدوري السعودي، وهم يشككون! تأتي شركة زغبي، وتصرح عن الأرقام، وهم يشككون! شككوا كما شئتم فما ضر الهلال شيء! شككوا فلقد ترعرع القوم على البطولات، وعشتم على التشكيك! شككوا متى ما أردتم، وكيفما شئتم، ودعوا الزعيم عند أهل المنطق والنهى معيارا لا يقبل النقاش! شككوا فلقد جاء ريفو، ونجيب الإمام، وسلطان بن مناحي، وفهودي، وإبراهيم اليوسف، وصالح النعيمة، وعبادي الهذلول، وفهد المصيبيح، وخالد التيماوي، وفيصل أبو اثنين أجيالاً زرقاء عاشت الذهب، وعشتم الوهم والشك! شككوا فما شوه تشكيككم تلك الروايات الكروية التي كان يقدمها يوسف الثنيان عبقري زمانه، يوم كنتم تشككون، وهو يتلقى بيمناه بطولات فاقت بطولاتكم! شككوا فما أفلح تشكيككم في ثني الأرقام للتهاوي على أسطورة آسيا دوليا سامي الجابر، يوم أن كان يحرث الملعب طولا وعرضاً وأنتم بتشكيككم هائمون! شككوا فما فت تشكيككم في عضد عملاق الحراسة الآسيوية محمد الدعيع، وما درى عن تشكيككم! شككوا في كل ما لاح زرقة، فتلك عقد خلقتها نتائج تراكمية! شككوا حتى في الرقم إن شئتم، فما ضر ريان تشكيككم! شكر خاص: أشكر الأمراء، والوزراء، والجماهير الرياضية عامة، والهلالية خاصة، ورجالات الهلال كافة، والإعلام الرياضي بشكل عام على مشاعرهم الطيبة ووقفتهم الصادقة غير المستغربة في وفاة عمي الأكبر، جعلها الله خاتمة الأحزان، وألهم ذويه الصبر والسلوان، وتغمده برحمته، وجمعنا معه والمسلمين في جنات النعيم. كاتب رياضي

اخر مقالات الكاتب

إنشرها