Author

الواجب حين يثمر في حدائق "المؤشر"

|
قال لي أحد رؤساء شركات التطوير العقاري عن تجربته مع فريق المؤشر: لو أن أحدا قال لنا من قبل، إن ما ظللنا نحرص عليه كواجب أخلاقي وعملي هو من صميم معايير مؤشر التنافسية المسؤولة للشركات ، لما فهمنا ما الذي يعنيه بالضبط. فما الذي كنا نفعله ونحرص عليه؟ منظر العامل أو المهندس وهو معلق بين السماء والأرض في بناية شاهقة لا تزال تحت التشييد ، هو منظر بكل تأكيد مخيف. ولكن هذه هي ظروف عمله، أن يكون تحت الخطر في الظهيرة التي تشتعل صيفا أو البرد الذي يجمد الأطراف شتاء. وفي ظل وضع وظروف مثل هذه، لا يسعك كمشغل لهذا الإنسان الذي يعطيك رغم الخطر المحدق به، إلا وأن توفر له أقصى إجراءات ووسائل الوقاية من الخطر ، فهذا واجب إنساني عليك. إلا أن المدهش في الأمر بالنسبة لنا كشركة تعمل في قطاع التطوير العقاري والإنشاءات، هو أن مؤشر التنافسية يضع مثل هذه الإجراءات التي تهدف إلى سلامة العاملين ضمن المعايير التي يقاس بها سلوك الشركة ، وفي هذا المسار تندرج كافة العوامل الأخرى التي تشكل بيئة العمل، ونحن هنا بالطبع نتحدث عن حقوق العاملين وتطوير كفاءاتهم ورفعها وما إلى ذلك .. أكثر من ذلك فإن الشركة وفق منطق المسؤولية الاجتماعية هذا، تكسب نقاطا تعزز موقفها التنافسي مع الشركات، وتكتسب سمعة جيدة في الأسواق المحلية والعالمية، وهي مكافأة ليست بالسهلة ولا البسيطة، لأنها استثمار مستقبلي مضمون الأرباح في أعمال الشركة مستقبلا. خاصة إذا ما وضعنا في الاعتبار مكسبا معنويا آخر وهو ولاء العاملين وانتماؤهم للشركة والإخلاص في العمل الذي يؤدونه بحب وإتقان، ولا شك في أن هذا المكسب المعنوي سيرتد على الشركة ماديا وملموسا في منتجاتها التي ستكون أحسن وأكثر من حيث كمها ونوعها بفضل إقبال العاملين على العمل بروح متوثبة وبحب وإخلاص لمؤسستهم. يتأتى كل ذلك من شيء كنا نفعله كواجب، وها هو في ظل معايير مؤشر التنافسية يصبح نتائج باهرة، ومردودا إيجابيا على الشركة يصب في مصلحة الشركة وازدهار أعمالها وتطورها. ما الدرس الذي يمكننا استخلاصه من هذا؟ الآن نفكر بجدية في تنويع عطائنا الاجتماعي، بما يفيد المجتمع من حولنا ، ويعود على أعمالنا بالتوسع والازدهار. وثمة عديد من التجارب والمبادرات التي سبقتنا إليها شركات محلية وأجنبية أخرى، ونتصور أننا يمكن أن نستفيد من الاطلاع عليها ودراستها والاهتداء بها.
إنشرها