Author

هل للمعرض الزراعي جاذبية؟

|
تختلف المعارض التي تقام في أصقاع المعمورة من حيث الأهمية ويرجع ذلك إلى الوضع التقني والاقتصادي لأي بلد ومكانته على خريطة العالم. والمسؤولون عن المعارض بدورهم يتحرون الدقة والتميز في اختيار نوع النشاط المراد عرضه. باعتبار هذه المعارض بأشكالها المختلفة نوافذ تسويقية مهمة، كما أنها إحدى الوسائل الحيوية التي تدعم برامج وخطط التسويق للشركات والمصانع الإنتاجية التي تسعى دوماً إلى التعريف بمنتجاتها والترويج لها. كما أن لها دورا تعريفيا ونقاط التقاء بين ثقافات الشعوب على المعمورة، والمعارض بدورها تُساعد على فتح أسواق جديدة للصادرات وزيادة الواردات, وهذه المؤشرات مجتمعة أو منفردة ينتج عنها تنشيط لحركة التجارة الخارجية بين دول العالم. ومن هذا المنطلق تأتي أهمية المشاركة في المعارض سواء المحلية أو الدولية كقناة لتنشيط التجارة الخارجية للمنتجات المختلفة ومن ضمنها المنتجات الزراعية. والمعرض الزراعي السعودي الذي يعقد سنويا في الرياض العاصمة أصبح علامة فارقة متميزة في المعارض التي تقام في المملكة, ويرجع ذلك في اعتقادي إلى أهمية القطاع الزراعي السعودي وتوسع دائرة المجالات الاقتصادية المرتبطة به سواء بالحلقات الأمامية كمدخلات أو الحلقات الخلفية كمخرجات لهذا القطاع، وللميز النسبية التي تحققت للمنتجات الزراعية السعودية بشقيها النباتية والحيوانية التي رسمت لنفسها هوية سعودية لهذه المنتجات. إضافة إلى الجهود التي يقوم بها المسؤولون عن هذا المعرض وتسخير خبراتهم لخدمته وإيجاد السبل التي تساعد على إبرازه إلا أن الملاحظ تكرار نوعية المشاركة وتعطيل بعض الجوانب المشوقة لمخرجات القطاع الزراعي مثل إيجاد حظائر مكشوفة لتكثيف عرض الحيوانات التي تتغذى على بدائل الأعلاف بأوزان مختلفة للتعريف بكيفية الاستفادة المثلى من مخرجات مصانع الأعلاف, وكذلك التوسع في عرض منتجات مشاريع بيوت الزراعة المحمية، وعرض صناعات مخلفات النخيل، ومخرجات مشاريع الدواجن والألبان، ومنتجات الزراعة العضوية, وكذلك إمكانية إيجاد مسابقات بين مشاريع الإنتاج الحيواني والنباتي تتولاها لجان تحكيم للمفاضلة بين آليات الإنتاج والتسويق ومخرجات تلك المشاريع, إضافة إلى أفضل مزرعة تطبق نظم الري تحت إشراف اللجان الزراعية في الغرف التجارية في المناطق, ويتم ذلك بالتنسيق مع فروع وزارة الزراعة في مناطق المملكة, وقد يكون هناك استعراض للخيول المنتجة محليا وقد تكون تلك العروض المختلفة سواء النباتية أو الحيوانية عوامل مساعدة لتنويع شرائح الزوار لهذا المعرض وتوسيع دائرة المعرفة لديهم بأهمية القطاع الزراعي ودوره الأساسي في تحقيق الأمن الغذائي. ولخلق تميز لهذه التظاهرة في ظل تعدد المهرجانات التي تقام في مناطق المملكة وتأصيل العوائد الإيجابية لهذا القطاع ليكون جاذبا لزواره. ونتطلع لإيجاد مثل هذه العروض في العام المقبل ـ بمشيئة الله ـ بعد انتقال المعارض إلى مقرها الجديد, وإن غدا لناظره لقريب .. والله ولي التوفيق.
إنشرها