في واحدة من أكبر صفقات الاستحواذ في تاريخ صناعة الألعاب الإلكترونية، تستعد شركة «إلكترونيك آرتس» (EA)، التي تمتد مسيرتها لأكثر من 40 عامًا وتبلغ قيمتها السوقية نحو 51 مليار دولار، لتحول مفصلي يغيّر قواعد اللعبة بالكامل.
الصفقة، المقرر إتمامها في الربع الأول من 2027، تبلغ قيمتها 55 مليار دولار، وتؤدي إلى تحويل «إلكترونيك آرتس» إلى شركة خاصة، بعيدًا عن ضغوط الأسواق المالية والتقارير ربع السنوية، لتعود دفة القرار بالكامل إلى المطورين.
ولا تقوم الصفقة على الدفع النقدي فقط، إذ تشمل 36 مليار دولار على شكل أسهم، إلى جانب 20 مليار دولار قروضًا ممولة من أكثر من 20 بنكًا، فضلًا عن رسوم تقترب من نصف مليار دولار، مع تكلفة تمويل أعلى من المؤشر بنحو 3.5 نقاط، في ما يوصف بأنه نموذج متقدم من الهندسة المالية.
في أكتوبر 2025، صوّت المساهمون لصالح الصفقة بسعر 210 دولارات للسهم، بعلاوة بلغت 25%، رغم أن السهم كان قريبًا من أعلى مستوياته التاريخية، في إشارة إلى قناعة السوق بأن القوة الحقيقية لـEA لم تُستنفد بعد.
وقبل ذلك بشهر، وتحديدًا في سبتمبر 2025، دخل اللاعب الأثقل إلى المشهد: صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الذي استحوذ على 93.4% من الشركة. لم يكن دخول الصندوق مضاربة قصيرة الأجل، ولا استثمارًا تقليديًا طويل النفس، بل رهانًا استراتيجيًا على مكتبة ألعاب ضخمة وحقوق ملكية فكرية وصناعة تتجاوز الترفيه إلى كونها أداة قوة ناعمة عالمية.
من «فيفا» إلى «باتلفيلد»، لم تقم «إلكترونيك آرتس» ببيع نفسها بقدر ما غيّرت ملعبها، فيما تبقى اللعبة الحقيقية، وفق كل المؤشرات، في بدايتها فقط.
