مرة جديدة تعود شركة شي إن الصينية إلى الواجهة مع اتهامات خطيرة، بعد تقرير صادم صادر عن منظمة جرينبيس يكشف وجود مواد كيميائية محظورة داخل ملابس تبيعها منصة شي إن، أكبر منصة للأزياء السريعة في العالم. ويؤكد التقرير احتواء بعض المنتجات على مواد "أبدية" لا تتحلل، ومرتبطة بالسرطان واضطرابات الإنجاب وضعف المناعة.
أما الضربة الأقوى فجاءت عبر اختبارات أجرتها كوريا الجنوبية، أكدت وجود مواد تُسمى فثالات تتجاوز الحدود القانونية بأكثر من 230 ضعفاً، وهي مواد تسبب مشكلات في الخصوبة وأمراض القلب وحتى خطر الوفاة المبكرة. وأمام الضغوط، أعلنت شي إن سحب منتجاتها من الأسواق عالمياً في خطوة احترازية، لكنها جاءت وسط جدل واسع: هل هي حماية حقيقية؟ أم مجرد امتثال قانوني في حدوده الدنيا؟
بلغت قيمة شي إن 100 مليار دولار في ذروتها عام 2022، ثم تراجعت إلى 45 مليار دولار مطلع 2024، ورغم ذلك تتوقع الشركة تحقيق ملياري دولار أرباحاً صافية في 2025 مقابل 1.1 مليار في 2024. ورغم النمو المتوقع، لم تتوقف الضغوط؛ أوروبا فتحت ملفات التضليل التجاري، وفرنسا لوّحت بالحظر، فيما تتحرك جهات رقابية في دول عديدة لفحص المنتجات والتدخل عند أي تجاوز.
ويبقى السؤال الحقيقي اليوم: هل تواجه شي إن أزمة عابرة؟ أم أننا أمام بداية انهيار أكبر نموذج للأزياء السريعة منخفضة التكلفة؟ الأرقام تقول شيئاً… والمواد السامة تقول شيئاً آخر… والعالم ينتظر الفصل القادم.
