أكبر شركة في العالم حرفياً وضعت العالم تحت رحمتها، ولن يستطيع الهرب منها لسنوات. فالجميع يتحدث الآن عن الخطر الذي يهدد إنفيديا بعد إعلان جوجل عن شرائحها الجديدة (TPU) التي درّبت عليها أقوى نماذجها Gemini 3، وما أشعل المشهد أكثر إعلان سامسونج عن تطوير تقنيات جديدة لضغط النماذج اللغوية الكبيرة بطريقة تسمح بتشغيلها على الهواتف مباشرة لتقليل الحاجة إلى السيرفرات.
كما تعمل أمازون ومايكروسوفت وهواوي الصينية وغيرهم على تطوير شرائح تكسر احتكار إنفيديا. نظرياً، يبدو ذلك كبداية النهاية لهيمنة الشركة. لكن عملياً، هذا بعيد جداً لعدة أسباب، أبرزها التصنيع؛ فالمنافسون لن يجدوا مكاناً لتصنيع الشرائح بكميات ضخمة، بينما تحجز إنفيديا “طابور التصنيع” المتطور (CoWoS) في المصانع لسنوات مقبلة.
وتتجاوز المعركة حدود التصنيع إلى عامل الوقت. فلكي تصنع جوجل شريحة تنافس إنفيديا اليوم، تحتاج إلى ثلاث سنوات من التطوير، وعندما تنتهي، تكون إنفيديا قد سبقتها بجيلين جديدين إلى المستقبل. هكذا يصل المنافسون دائماً إلى “أمس” إنفيديا، بينما تتقدم الشركة بخطى أسرع من أن تُلحق.
وتتعمق الفجوة أكثر في عالم البرمجيات، إذ تملك إنفيديا لغة البرمجة CUDA التي بُني عليها الذكاء الاصطناعي طوال 17 عاماً، ما يجعل التحول عنها معقداً ومكلفاً. والمفارقة أن الشركات التي تعلن “التمرد” على إنفيديا اليوم، هي ذاتها التي تقف في طوابيرها وتتوسل للحصول على رقائقها.
وتكشف الأرقام حجم الفجوة أيضاً، إذ لدى إنفيديا طلبات مؤكدة حتى العام المقبل بقيمة 350 مليار دولار، في مؤشر على أن العالم يحاول الخروج من “سجن إنفيديا”، لكنه يكتشف أن الأسوار أعلى مما توقّع بكثير.
قد ينتهي الاحتكار يوماً ما، لكنه بالتأكيد لن ينتهي غداً.
