أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن صفقة بقيمة 8.5 مليار دولار مع أستراليا موجة من الجدل، بعد تعهده بأن الولايات المتحدة "ستغرق بالمعادن النادرة خلال عام واحد". لكن خبراء يرون أن هذا الوعد يصطدم بواقع معقد صنعته الصين على مدى أربعة عقود، جعلها القوة المهيمنة على سوق المعادن النادرة في العالم.
فبينما تملك دول مثل أستراليا والبرازيل والهند احتياطيات وفيرة من المعادن الخفيفة، تظل الصين المتحكم شبه المطلق في المعادن الثقيلة النادرة — الأساس في إنتاج المغناطيسات والتقنيات العسكرية والطاقة المتجددة — حيث تحتكر نحو 99% من السوق العالمي.
وتتعمق السيطرة الصينية أكثر في مجال التكرير، إذ تدير بكين أكثر من 95% من قدرات معالجة المعادن عالميًا، وهي عملية معقدة تتطلب خبرات كيميائية وجيولوجية نادرة وبنية تحتية مكلفة يمكن أن يستغرق تطويرها عقودًا. كما تعتبر الصين هذه المعرفة جزءًا من أمنها القومي، إلى حد سحب جوازات سفر خبرائها لمنع تسرب خبراتهم للخارج.
وبينما تراهن واشنطن على بناء بدائل استراتيجية، يرى محللون أن كسر الهيمنة الصينية ليس معركة صفقة واحدة، بل مشروع أجيال يحتاج إلى رؤية طويلة الأمد واستثمارات ضخمة تمتد لعقود.
