في مشهد لافت داخل قاعة عشاء بالبيت الأبيض، جلست لبنى العليان إلى جانب أسماء بحجم إيلون ماسك وتيم كوك وجين فريزر، في صورة لم تكن بروتوكولية بقدر ما كانت تعبيرًا عن ثقل مالي واستثماري حقيقي تقوده واحدة من أضخم العائلات الاستثمارية السعودية.
لبنى وحذام العليان تقودان إمبراطورية استثمارية تُقدّر ثروتها بأكثر من 50 مليار دولار، فيما ترفع تقديرات غير رسمية الرقم إلى نحو 100 مليار دولار، مع محفظة أسهم أمريكية تبلغ 12.7 مليار دولار، وهو مستوى يضع المجموعة في مصاف صناديق الثروة السيادية أكثر من كونها شركة عائلية تقليدية.
وتضم استثمارات العليان حصصًا تقارب مليار دولار في بلاك روك، ونحو 1.5 مليار دولار في جيه بي مورجان، إضافة إلى استثمارات في عمالقة التقنية مثل مايكروسوفت وأمازون وألفابت. كما يحضر القطاع العقاري بقوة عبر أكثر من 40 مليون قدم مربعة و40 ألف وحدة سكنية تحت الإدارة في مدن عالمية تشمل نيويورك ولندن ودبي.
ولا يقتصر نشاط المجموعة على الاستثمار المالي، إذ تدير أعمالًا تشغيلية في الولايات المتحدة تشمل تعبئة كوكاكولا، وإدارة مطاعم برجر كينج، وخدمات حقول النفط، إلى جانب استثمارات مباشرة تحقق معدل نمو سنوي مركب يتجاوز 30% خلال عشر سنوات.
كل ذلك تقوده امرأتان بدأتا مسيرتهما في زمن لم تكن فيه المرأة تقود السيارة، دون بهرجة أو تصريحات صاخبة أو استعراض للثروة، بل بنهج يعتمد على الحوكمة، وبناء العلاقات، والعمل بصمت. هكذا تُبنى الجسور بين الرياض ووول ستريت: بالأرقام لا بالضجيج.
