في قلب منغوليا الداخلية في الصين، يقع أخطر سلاح جيولوجي في العالم: منجم بايان أوبو، أكبر مخزون للمعادن النادرة على كوكب الأرض. تختزن الصين فيه ما يصل إلى 40% من الاحتياطيات العالمية، وهو الموقع الوحيد عالميًا الذي يضم العناصر الـ17 التي لن تعمل بدونها الأجهزة الإلكترونية، السيارات الكهربائية، أو المقاتلات العسكرية.
هذه الهيمنة ليست صدفة؛ قبل عقود قال مهندس الصين الحديثة دنج شياو بينج عبارته الشهيرة: "الشرق الأوسط لديه النفط، والصين لديها المعادن النادرة"، وكان يرى أن بلاده ستحتاج 50 سنة (حتى 2028) لتصبح قوة عالمية حقيقية. اليوم رؤيته تحققت بالكامل.
الصين تنتج نحو 270 ألف طن سنويًا وتعالج 90% من المعادن النادرة في العالم، وتدير شبكة من المناجم الإستراتيجية: من جانتشو في الجنوب الغنية بالمعادن الثقيلة، إلى ليانجشان في سيتشوان، ومنجم ويشان في شاندونج. اجتمعت هذه المواقع لتمنح الصين سيطرة شاملة على المعادن الخفيفة والثقيلة.
أما العالم؟ البرازيل تملك ثاني أكبر احتياطي (21 مليون طن) لكنها تنتج أقل من 0.01% منه، أما أستراليا، الهند، وروسيا فتملك موارد لكنها بلا بنية تحتية تضاهي بكين.
