توجه 3 مسارات رئيسية بوصلة الاستثمارات بين السعودية وآسيا، اللتين شهدت علاقاتهما تحولا نوعيا خلال السنوات الأخيرة، مع الاتجاه إلى شراكات أعمق عبر هذه المسارات، وفقا لما قالته لـ "الاقتصادية" جيسيكا وونج، المؤسِّسة والشريكة الإدارية لشركة "إي دبليو بارتنرز" (EW Partners) الصينية للاستثمارات.
المسارات الثلاث تشمل البنية التحتية الرقمية والحلول التقنية، والخدمات اللوجستية وتمكين المستهلك، والتصنيع المتقدم وقطاعات تحول الطاقة، بحسب وونج، التي عملت شركتها على مدى 8 أعوام في إدارة استثمارات مشتركة بين الجانبين الآسيوي والخليجي.
ترى مؤسسة "إي دبليو بارتنرز" أن هذه القطاعات تمثل نقطة التقاء بين القدرات الآسيوية المتقدمة، والاحتياجات المتنامية للسوق السعودية، خصوصا في ظل التوجه نحو تعزيز الكفاءة التشغيلية وتطوير سلاسل الإمداد والرغبة المشتركة في بناء جسور اقتصادية عابرة للحدود وتوسيع الحضور في القطاعات الإستراتيجية.
شبكات استثمار عابرة للحدود
أسهمت هذه الشبكات في تأسيس قاعدة صلبة لتدفق استثمارات جديدة، خصوصا بعد الدعم الذي حظيت به الشركة من جهات سعودية، وتوسع شراكاتها في الصين وماليزيا، وسط زخم تزامن مع تسارع خطط التحول الاقتصادي في السعودية وعمق سوقها الإقليمية على نحو جعلها "نقطة جذب رئيسية" للمستثمرين الآسيويين، بحسب وصفها.
من الشراكات التقليدية نحو تحالفات أعمق
تؤكد وونج أن أحد أبرز ملامح التحول الحالي في العلاقات بين الجانبين هو الانتقال من الشراكات التقليدية إلى شراكات أكثر عمقًا وابتكارًا.
وتقول: "نلمس اليوم رغبة واضحة لدى الشركاء في السعودية لبناء منظومة متكاملة تعتمد على تبادل المعرفة وتطوير المنتجات محليًا، وليس فقط استيراد الخبرات».
تشمل هذه المشاريع مجالات متنوعة مثل الخدمات السحابية، والخدمات اللوجستية، والتقنية المالية.
موجة جديدة من التحالفات العابرة للحدود
في رؤيتها للمستقبل، تتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة موجة جديدة من الشراكات العابرة للحدود بين السعودية وآسيا، مدفوعة بحاجات متبادلة للنمو والتوسع.
وتؤكد أن البيئة الاستثمارية المرنة، والحوافز الحكومية، تدفع العديد من الشركات الآسيوية إلى تبني شراكات طويلة المدى بدلًا من نماذج التوسع التقليدية، مشددة على أن بناء الثقة ووضوح الرؤية الاقتصادية سيشكلان عاملًا حاسمًا في نجاح التحالفات المقبلة.



