شهدت الصين زيادة لافتة في عدد الأفراد فاحشي الثراء خلال العام الماضي، مدفوعة بانتعاش قوي في أسواق الأسهم، حيث برز قادة شركات "الاقتصاد الجديد" كأبرز المستفيدين، وفقًا لتقرير صادر عن معهد هورون للأبحاث.
سجلت القائمة الصينية لأغنى الأثرياء الصادرة حديثا عن معهد هورون رقمًا قياسيًا بلغ 1.434 شخصا، يمتلك كل منهم ثروة لا تقل عن 5 مليارات يوان (702 مليون دولار)، بزيادة 340 فردًا أي نحو ملياردير جديد كل يوم.
أعداد الأثرياء سجلت زيادة 31% مقارنة بالعام السابق، وارتفعت الثروة الإجمالية لهؤلاء إلى 30 تريليون يوان (4.1 تريليون دولار)، أي بزيادة 42% عن العام الماضي.
وكما نقلت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست"، استعاد تشونج شانشان، ثاني أغنى شخص في 2024، صدارة القائمة هذا العام بعدما قفزت ثروته 56% لتصل إلى 530 مليار يوان (72.6 مليار دولار). ويبلغ شانشان من العمر 71 عامًا، وهو يسيطر على شركة "نونجفو سبرينج"، أكبر منتج لمياه الشرب المعبأة في الصين، وقد تصدر قائمة الأثرياء للمرة الرابعة.
أما تشانج يي مينج، مؤسس شركة "بايت دانس" المالكة لتطبيق "تيك توك" وأغنى شخص في العام الماضي، فتراجع إلى المركز الثاني رغم زيادة ثروته 34% لتبلغ 470 مليار يوان (64.4 مليار دولار).
كما شهدت ثروة الملياردير لي كاشينج، بعمر 97، وابنه الأكبر فيكتور لي تزار كوي، زيادة 18% على أساس سنوي لتصل إلى 235 مليار يوان (32.2 مليار دولار). وظلا أغنى اثنين في هونج كونج، رغم تراجعهما من المرتبة السادسة إلى التاسعة في الترتيب العام.
ومنذ إطلاق القائمة في عام 1999، يتتبع معهد هورون ثروات المليارديرات في البر الرئيسي الصيني وهونج كونج وماكاو وتايوان.
وقال روبرت هوجويرف، رئيس مجلس إدارة معهد هورون وكبير الباحثين فيه: "وسط دهشة كثيرين، وصل عدد الأشخاص المدرجين في قائمة هورون للأثرياء هذا العام إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، مدفوعًا إلى حد كبير بالارتفاع القوي في أسواق الأسهم".
واستندت عملية تقييم الثروات إلى أسعار الأسهم حتى الأول من سبتمبر.
وسجلت البورصات الصينية الكبرى مكاسب ملحوظة في مؤشراتها الرئيسية خلال العام الماضي، مع تزايد ثقة المستثمرين المحليين والدوليين في القطاعات الصناعية المتنامية في البلاد، منها شركات تصنيع السيارات الكهربائية، وشركات التكنولوجيا الحيوية، وأعمال الحوسبة.
وحتى الأول من سبتمبر، ارتفع مؤشر بورصة شينزن 54% على أساس سنوي، بينما تقدم مؤشر شنغهاي المركب 36%، في حين صعد مؤشر هانج سنج في هونج كونج 42%.
وضمت قائمة الأثرياء 41 ممن تجاوزت ثرواتهم 100 مليار يوان (13.7 مليار دولار)، بزيادة 59% مقارنة بـ26 شخصًا العام الماضي. كما بلغ عدد الذين تجاوزت ثرواتهم مليار دولار 1021 ثريا، بارتفاع سنوي 36%.
وقال دينج هايفنج، المستشار في شركة الاستشارات المالية "إنتجريتي" ومقرها شنغهاي: "تتناقض نتائج قائمة الأثرياء مع النظرة القاتمة للاقتصاد، ما يؤكد مرونة الاقتصاد الصيني، فيما تبرز شركات ذات نمو سريع في مجالات مثل السيارات الكهربائية والروبوتات كمحركات جديدة للنمو".
وسجل الناتج المحلي الإجمالي للصين نموًا 4.8% على أساس سنوي في الربع الثالث، متراجعا عن معدل النمو البالغ 5.2% في الربع السابق.
وقد أدت تجدد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة واستمرار التحديات في قطاع العقارات إلى خفض التوقعات بشأن تعافي ثاني أكبر اقتصاد في العالم، الذي لا يزال يواجه ضغوطا انكماشية.
وكذلك أثارت الشركات الرائدة في سلاسل توريد السيارات والتكنولوجيا الحيوية، خصوصًا تلك ذات الطموحات العالمية، اهتمام المستثمرين الدوليين.
وحتى 30 سبتمبر، جمعت 66 شركة، معظمها من البر الرئيسي الصيني، ما مجموعه 23.27 مليار دولار من خلال عمليات طرح أسهم في السوق الرئيسية لبورصة هونج كونج هذا العام، ما جعل البورصة تتصدر ترتيب الأسواق العالمية من حيث عدد الطروحات العامة الأولية، وفقًا لبيانات مجموعة بورصة لندن.
وكانت بورصة هونج كونج موطنًا لأكبر عمليتي طرح عام أولي في العالم هذا العام، تمثلت في شركة "كونتيمبوراري أمبيريكس تكنولوجي" أكبر منتج لبطاريات السيارات الكهربائية في الصين، وشركة التعدين العملاقة "زجين جولد إنترناشونال".
